كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 181 """"""
فيها في آخر الساعة الثالثة من يوم الجمعة ، سادس عشر الشهر . وهدمت الدور التي كانت بالجزيرة وتحول الناس إلى مصر .
ذكر مسير الملك الصالح إسماعيل ، صاحب دمشق ، منها لقصد الديار المصرية ، وقتاله الملك الناصر صاحب الكرك ، وعوده إلى دمشق
قال المؤرخ : لما اتصل بالملك الصالح إسماعيل - صاحب دمشق - ما وقع بمصر من الفتن ، والقبض على الأمراء الأشرفية والخدام وغيرهم ، عزم على قصد الديار المصرية ، وأطمعته آماله في الإستيلاء عليها . فتجهز بعساكره ، ومعه الملك المنصور صاحب حمص ، ونجدةٌ من حلب ، وقصد الديار المصرية .
فبلغه أن الملك الناصر صاحب الكرك على حسبان من بلد البلقاء ، فقصده بمن معه . والتقوا واقتتلوا ، فانكسر صاحب الكرك . واستولى الصالح إسماعيل على أثقاله ، وأسر جماعة من أصحابه . ثم رحل ونزل على نهر العوجا ، وطلب الملك الجواد - وكان عند الفرنج - فحضر إليه . واستنصر بالفرنج ، فكتب الجواد إليهم يحذرهم منه . فوقع كتابه للصالح ، فقبض عليه واعتقله - كما ذكرنا - وعاد إلى دمشق ، وتفرقت العساكر التي كان قد جمعها .
ذكر تسليم صفد وغيرها للفرنج وما فعله الشيخ عز الدين بن عبد السلام - بسبب ذلك - وما اتفق له مع الملك الصالح
وفي هذه السنة ، خاف الملك الصالح عماد الدين إسماعيل على نفسه من الملك الصالح نجم الدين أيوب ، فكاتب الفرنج واستنصر بهم ، واتفق معهم على معاضدته . وأعطاهم قلعة صفد وبلادها ، وقلعة الشقيف وبلادها ، ومناصفة صيدا ، وطبرية وأعمالها ، وجبل عامله ، وجميع بلاد الساحل . ومكنهم من دخول دمشق لابتياع السلاح .

الصفحة 181