كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 183 """"""
وفيها سلم الملك الحافظ قلعة جعبر إلى صاحب حلب ، وعوضه عنها أعزاز . وكان سبب ذلك أنه حصل له فالج ، فتوجه ولده إلى الخوارزمية يستنجدهم على أبيه ، وطلب منهم عسكرا لمحاصرته ، فخشى من ذلك ، فسلمها لصاحب حلب .
وفيها تسلم عسكر صاحب الروم آمد ، بعد حصار شديد . ويقال إنهم اشتروها بثلاثين ألف دينار .
وفيها ، في ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الآخر ، توفي الشيخ محيي الدين : أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد ، المغربي الحاتمي الطائي ، المعروف بابن العربي ، وهو من أهل الأندلس . ومولده في ليلة الاثنين ، سابع عشر شهر رمضان ، سنة ستين وخمسمائة ، بمرسية من بلاد الأندلس . ونشأ بها ، وانتقل إلى إشبيلية ، في سنة ثمان وتسعين . ثم رحل إلى بلاد الشرق ، ودخل بلاد الروم . وطاف البلاد وحج . وصحب الصوفية . وصنف كتبا كثيرة في علوم القوم . وكانت وفاته بدمشق ، ودفن بقاسيون .
واستهلت سنة تسع وثلاثين وستمائة
:
وفي هذه السنة ، حصل الشروع في عمارة المدرستين الصالحيتين ، بالقاهرة المعزية ، بين القصرين - والمكان التي عمرتا فيه من جملة القصر . وكان الشروع في الهدم والإنشاء في ذي الحجة . ولما كملتا ، أوقفهما على طوائف الفقهاء : الشافعية والمالكية والحنفية والحنابلة ، وأوقف عليهم الأوقاف . ويقال انه لما فرغ من عمارتها ندم ، لكونه لم يبن مكانهما جامعاً ، ويرتب فيه الدروس التي رتبها فيهما .
ذكر صرف قاضي القضاة شرف الدين ابن عين الدولة عن القضاء بمصر والوجه القبلي ، وتفويض ذلك لقاضي القضاة بدر الدين السنجاري
وفي يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الآخر ، من هذه السنة ، كتب السلطان الملك

الصفحة 183