كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 187 """"""
تقتضي المصلحة الاستبدال به وهو ابن أخت الأجل مجد الدين ، أخي الفقيه الأجل عيسى - وقد كان المتظلمون ، من مدة ، حضروا شاكين لأمره ، وطالع المملوك مولانا بحاله ، وكان مولانا في بعض متوجهاته الميمونة . فورد الجواب ، بأن مولانا ينظر في ذلك . وقد كثر القول . والمملوك يستأذن على ما يفعله في أمره ، من صرفٍ أو إبقاء .
المملوك يخدم ، وينهي أن النائب في الحكم بالمحلة قد ظهر من أحواله ، وتحايفه على من يحقد عليه ، ويقصد مضادته لما في نفسه - ما يقتضى كف يده وهو يستند إلى متولي الحرب بالمحلة ، ويعول على ثنائه عليه وميله إليه - على ما ذكر للمملوك . وهو يستأذن على أمره .
المملوك يسأل الإجراء - على عادة الفضل والكرم - في أنه ، إن حسن التشريف عن هذين الفضلين بالجواب ، أن يكون تشريف الخط الكريم - لا زال عالياً - ليكون سبباً لستر القضية ، إلى أن يعتمد فيها ما يرسم من توقفٍ أو إمضاء والله تعالى يمن على المملوك بدوام جميل آراء مولانا وعضده له ، وتقوية يده في نيابته عن مولانا فيما فوضه إليه .
المملوك ينهى أن من اعتمد في أمره من الشهود والنواب - الأمر الذي أرشد مولانا المملوك فيه إلى الصواب - لكلٍ منهم جهة ربما شق عليها ما جرى ، وصحل منها في حق المملوك ما يقضي بتغيير خاطر وتقسيم فكر . والله ما يبالي المملوك - بعد رضي الله تعالى - إلا برضي مولانا بمن أحب أو أبغض ، أو أعان أو تعصب .
ولو كان كلّ الناس عنى بجانب . . . لما ضرني ، إذ كنت منك بجانب
المملوك ينهي أن مولانا ، لما شرف المملوك في الخدمة ، كان في التقليد أنه لا يستنيب إلا من كان على مذهب الإمام الشافعي - قدس الله روحه . ولما كان بعد ذلك ، ورد مكتوبٌ من مولانا في زمن إقامة ركابه بالمنصورة ، يتضمن أن أمر الإستنابة إلى المملوك . وفي النواب اليوم شخصان على مذهب مالك - رحمه الله تعالى . فيحيط

الصفحة 187