كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 19 """"""
الدين أبي الفوارس : سيف الإسلام طغتكين بن أيوب ، ملك اليمن بالقرو من أعمال زبيد ، في شهر رجب سنة ثمان وتسعين وخمسمائة .
وكان قد ادعى أنه من بني أمية ، وتلقب بألقاب الخلفاء ، وهو الإمام الهادي بنور الله ، المعز لدين الله ، أمير المؤمنين . وغير زيه ، فلبس القميص الواسع والعمامة والطيلسان . وكتب إليه عمه العادل ينكر عليه ذلك ، فلم يجبه . وكان سبب ذلك أن الشعراء باليمن سموه في مدائحهم بالخليفة ، وفضلوه على من سواه . ومنهم من امتدحه بقوله : بني العباس هاتوا ناظرونا . .
وهي أبيات لم يقع لي منها غير هذا .
ولما مات ، قام بعده بملك اليمن أخوه : نجم الدين أيوب ، وتلقب بالناصر . وكان دون البالغ ، فقام بأمره سيف الدين : مملوك أبيه .
وفيها توفي الرئيس مؤيد الدين ، أبو المعالي : أسعد ، بن عز الدين أبي يعلى حمزة ، بن القلانسي التميمي بدمشق ، فجأة في رابع عشرين شهر ربيع الأول . ومولده في سابع عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة .
وكان رئيس دمشق وكبيرها وصدرها . وسائر أهل البلد تحت حكمه ، وهو المقدم عليهم . وكان الدماشقة في الزمن الأول لكل طائفة منهم مقدم ، يركبون مع الملوك ويجاهدون الفرنج . ولكل طائفة قطعة من السور يحفظونها ، بغير إقطاع لهم على ذلك ولا جامكية . وما برح الحال على ذلك إلى زمن الملك المعظم عيسى بن