كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 192 """"""
يقرأ ؟ قالوا نعم : قال هذا أكبر قسوس المسلمين ، وقد حبسته لإنكاره على تسليمي لكم حصون المسلمين ، وعزلته من الخطابة بدمشق وعن مناصبه ، ثم أخرجته عن دمشق فجاء إلى القدس . وقد جددت اعتقاله لأجلكم . فقالوا له : لو كان هذا قسيسنا ، لغسلنا رجليه ، وشربنا مرقتها ثم فارق الصالح القدس .
وقدم الشيخ إلى الديار المصرية . فأقبل عليه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب ، وأكرمه ، وفوض إليه الخطابة والإمامة بجامع عمرو بن العاص بمصر ، في يوم الجمعة العاشر من شهر ربيع الآخر ، سنة تسع وثلاثين وستمائة ، عوضاً عن أبي المجد الإخميمي - وكان أبو المجد قد ولي الخطابة بعد وفاة أبي طاهر المحلى ، وكان ينوب عنه في حال حياته . وخطب الشيخ عز الدين في هذا اليوم . وأذن الأذان الثاني على الدكة يومئذ ، مؤذنٌ واحد - خلاف العادة .
ثم فوض إليه القضاء بمصر والوجه القبلي - في يوخم الثلاثاء التاسع من ذي الحجة ، من السنة - بعد انتقال قاضي القضاة بدر الدين السنجاري منها إلى القاهرة والوجه البحري . وشغرت مصر عن حاكم ، فيما بين نقل القاضي بدر الدين وتولية الشيخ ، أربعة عشر يوماً ووليها الشيخ ، أربعة عشر يوماً ووليها الشيخ مضافةً إلى الخطابة .
وجلس في هذا اليوم ، وحكم بين الناس . واستناب الشيخ عنه ، في الحكم ، القاضي صدر الدين موهوب : قاضي جزيرة ابن عمر . وفي يوم جلوس الشيخ للحكم ، أسقط عدلين من العدول المتقدمة .
وسبب ذلك أنه وجد مسطوراً ، فيه شهادتهما ، وهو غير مؤرخ ، وفي خط كل منهما : كتبه فلان في تاريخه . وسأل أحدهما عن فرائض الصلاة ، فلم يجبه جوابا مرضياً . ثم أسقط ، بعد ذلك بأيام ، القاضي فخر الدين بن قاضي القضاة عماد الدين بن السكري - مدرس منازل العز - لأنه وجد شرط الواقف بالمدرسة أن يكون المدرس بها عارفا بالأصولين ، وهو عارٍ عن معرفتهما . فأسقطه لذلك . وأسقط أيضاً جماعةً من عدول القاضي شرف الدين بن عين الدولة . ثم أسقط

الصفحة 192