كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 195 """"""
المجدل . ووقف الخانات ميمنةً وميسرة ، ووقف الملك المظفر غازي في القلب ، والتقوا . فصدمهم العسكر الحلبي صدمة رجل واحد . فانهزموا لا يلوون على شيء ، ومعهم الحلبيون يقتلون ويأسرون . وأخذوا أثقال غازي وأغنام التركمان ، وخيلهم ونساءهم ، وكانوا خلقاً كثيراً . فبيع الفرس بخمسة دراهم ، ورأس الغنم بدرهم . ونهبت نصيبين ، وسبي نساؤها - وكانت قد نهبت مراراً في سنة تسع وثلاثين - يقال نهبت سبع شعرة مرة ، من المواصلة والخوارزمية وعسكر ميافارقين وماردين - وعاد الملك المظفر غازي إلى ميافارقين .
وتفرقت الخوارزمية ، ثم اجتمعوا على نصيبين . ثم رحلوا فنزلوا رأس عين ، فقتلوا أهلها ، ونهبوا الأموال وسبوا النساء . وفعلوا بالخابور كذلك ، ونهبوا أغنام التركمان .
وفيها وصل إلى الملك المظفر - شهاب الدين غازي - منشورٌ بخلاط وأعمالها ، مع شمس الدين النائب بالروم ، فتسلمها وما فيها .
وفيها توفيت ضيفة خاتون ، ابنة الملك العادل : سيف الدين أبي بكر ابن أيوب .
وهي والدة الملك العزيز : بن الملك الظاهر صاحب حلب - والد الملك الناصر . وكانت هي التي دبرت الدولة ، وحفظ الملك بسببها على ابنها وابنه ، بعد وفاة الملك الظاهر . ولما توفيت ، قام بتدبير الدولة الحلبية الأمير الأتابك : شمس الدين لؤلؤ ، أتابك الملك الناصر صاحب حلب .
ذكر الإتفاق والاختلاف بين الملكين الصالحين : نجم الدين أيوب صاحب مصر ، وعماد الدين إسماعيل صاحب دمشق
في هذه السنة ترددت الرسل بين الملكين الصالحين : نجم الدين أيوب صاحب

الصفحة 195