كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 20 """"""
الملك العادل ، فأبطل ذلك وقال : لا نقاتل بالعوام . وإنما فعل ذلك خوفاً على نفسه منهم ، فإنهم كانوا إذا طلبهم ملك قتلوه . ولما ولى الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل دمشق ، شرع في مصادرة أكابر دمشق واستئصال أموالهم . فاشتغلوا بالظلم عما كانوا بصدده ، من ركوب الخيل وجمع السلاح ، وغير ذلك .
وكان مؤيد الدين هذا رئيس دمشق في زمانه ، ومقدم الجماعة . بحيث أنه لا يباع من أملاك دمشق ملك ، حتى يأتيه جماعة ويشهدون عنده أنه ملك البائع ، انتقل إليه بالميراث أو الابتياع . فإذا ثبت ذلك عنده كتب بخطه في ذيل الكتاب ليشهد فيه بالتبايع ، فيشهد الشهود بعد ذلك . وخطه موجود في الكتب القديمة بذلك . وكان رحمه الله تعالى من أرباب المروءات لمن قصده ولجأ إليه .
وله نظمٌ حسن ، فمن نظمه :
يا رب جد لي إذا ما ضمّني جدثي . . . برحمةٍ منك تنجيني من النار
أحسن إليّ إذا أصبحت جارك في . . . لحدي ، فإنك قد أوصيت بالجار
وتوفي والده عز الدين حمزة يوم الجمعة ، سابع شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمسمائة . ودفن بقاسيون . وكان فاضلاً حسن الخط والنظم . وجمع تاريخاً لحوادث سنة أربعمائة إلى حين وفاته - رحمهما الله تعالى .
وفي يوم عيد النحر من هذه السنة ، ورد إلى فوه مراكب الروم فنهبوها نهباً شديداً .
واستهلت سنة تسع وتسعين وخمسمائة
: في هذه السنة أخرج الملك العادل الملك المنصور ، بن العزيز ، من الديار