كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 201 """"""
وحضرته الوفاة - أخذ العهود على الأمراء والأجناد والأعيان ، فاستقر بها . وقاتل التتار مرارا عديدة . ثم مات - رحمه الله تعالى . وكانت وفاته في يوم الأحد ، رابع عشر شعبان .
وفيها في يوم الأربعاء ، العشرين من ذي القعدة ، كانت وفاة الشيخ شهاب الدين أبو طالب : محمد بن أبي الحسن بن علي ، بن علي بن الفضل ابن التامغاز ، المعروف بابن الخيمي . كان إماماً في اللغة ، راويةً للشعر والأدب . وكان مولده في الثامن والعشرين من شوال ، سنة تسع وأربعين وخمسمائة ، بالحلة المزيدية . وله نظم حسن : رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة ثلاث وأربعين وستمائة ذكر استيلاء الملك الصالح نجم الدين أيوب على دمشق ، وأخذها من عمه الملك الصالح إسماعيل . وعود الصالح إسماعيل على بعلبك وما معها
لما اتفقت الوقعة - التي ذكرناها - بين عساكر السلطان الملك الصالح نجم الدين ومن انضم إليها من الخوارزمية ، وبين عسكر الملك الصالح إسماعيل والفرنج وحصلت المكاشفة - جهز الملك الصالح نجم الدين جيشاً كثيفاً إلى دمشق ، في سنة اثنتين وأربعين وستمائة ، وقدم عليه الصاحب معين الدين بن شيخ الشيوخ . وأقامه مقام نفسه ، وأمره أن يجلس في رأس السماط على عادة الملوك ، ويقف الطواشي شهاب الدين رشيد - أستاد الدار - في خدمته ، وأمير جاندار ، والحجاب .
فسار إلى دمشق ، ومعه الخوارزمية ، فحاصروها أشد حصار . فلما كان في يوم