كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 202 """"""
الإثنين ثامن المحرم - سنة ثلاث وأربعين ، بعث الملك الصالح إسماعيل إلى الأمير الصاحب - معين الدين بن الشيخ - سجادةً وإبريقاً وعكازاً ، وقال : اشتغالك بهذا أولى من اشتغالك بقتال الملوك فبعث إليه الصاحب معين الدين جنكاً وزمراً ، وغلالة حرير أصفر وأحمر ، وقال : أما ما أرسلت به إلي فهو يصلح لي ، وقد أرسلت بما يصلح لك ثم أصبح معين الدين وركب في العسكر ، وزحفوا على دمشق من كل ناحية ، ورميت بالمجانيق . وكان يوماً عظيماً .
وبعث الملك الصالح إسماعيل الزراقين ، في يوم الثلاثاء تاسع الشهر ، فأحرقوا الجوسق العادلين ومنه إلى زقاق الرمان والعقيبة بأسرها . ونهبت أموال الناس . وفعل فيها كما فعل عند حصار الملك الكامل دمشق ، وأشد منه . واستمر الحال على ذلك . ثم خرج الملك المنصور صاحب حمص في شهر ربيع الأول إلى الخوارزمية ، واجتمع ببركة خان وعاد إلى دمشق . وجرت وقائع في خلال هذا الحصار .
ثم أرسل السامري وزير الملك الصالح إلى الأمير معين الدين ، يطلب منه شيئاً من ملبوسه . فأرسل إليه فرجية وعمامة وقميصاً ومنديلاً ، فلبس ذلك وخرج إليه بعد العشاء الآخر ، وتحدث معه وعاد إلى دمشق .
ثم خرج إليه مرة أخرى ، فوقع الاتفاق على تسليم دمشق - على أن يكون للملك الصالح إسماعيل ما كان له أولاً ، وهو بعلبك وأعمالها وبصرى وبلادها ، والسواد . وأن يكون للملك المنصور حمص وبلادها ، وتدمر والرحبة . فأجاب الأمير معين الدين إلى ذلك ، وتسلم دمشق . ودخلها في يوم الإثنين - العاشر من جمادى الأولى ، سنة ثلاث وأربعين وستمائة . وتوجه الملك الصالح إلى بعلبك . وصاحب حمص إلى بلده .
ونزل الأمير الصاحب معين الدين - بدار أسامة ، والطواشي شهاب الدين رشيد بالقلعة . وولي الأمير معين الدين بن الشيخ الجمال هارون المدينة . وعزل قاضي القضاة