كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 203 """"""
محيي الدين ، وفوض القضاء لقاضي القضاة : صدر الدين بن سني الدولة . ووصل الأمير سيف الدين بن قليج من عجلون ، منفصلاً من خدمة الملك الناصر داود ، وأوصى بعجلون وما له بها من الأموال للملك الصالح ، ونزل بدمشق بدار فلوس .
وجهز الأمير - معين الدين بن الشيخ - الأمير ناصر الدين بن يغمور إلى الديار المصرية - وكان الملك الصالح إسماعيل قد اعتقله بقلعة دمشق ، في سنة إحدى وأربعين وستمائة ، لموافقته الملك الجواد ، فاستمر في الاعتقال إلى الآن - فجهزه ، وجهز أيضاً أمين الدولة السامري إلى الديار المصرية ، تحت الاحتياط . فاعتقلا مدة ، ثم شنقهما الملك الصالح نجم الدين على قلعة الجبل .
وكان أمين الدولة يطب في ابتداء أمره . ثم تمكن من الملك الصالح إسماعيل ، ووزر له . وارتفع محله عنده ، بحيث إنه ما كان يخرج عن إشارته . وكان يتستر بالإسلام ولا يتمسك بدين . وقيل إنه مات في سنة ثمان وأربعين وستمائة .
قال أبو المظفر : وظهر له من الأموال والجواهر واليواقيت ، والتحف والذخائر ما لا يوجد في خزائن الخلفاء والسلاطين . وأقاموا ينقلونه مدة . قال : وبلغني أن قيمة ما ظهر له ثلاثة آلاف ألف دينار - غير الودائع التي كانت له عند ثقاته والتجار . ووجد له عشرة آلاف مجلد ، من الكتب النفيسة والخطوط المنسوبة .
وأما الخوارزمية فإنهم ما عملوا بالصلح إلا بعد وقوعه . فرحلوا إلى داريا ، فنهبوها . وقيل إن معين الدين منعهم من الدخول إلى دمشق ، وأقطعهم أكثر بلاد الشام والسواحل بمناشيره . ودبر الأمر أحسن تدبير .
قال : ولما بلغ السلطان خروج عمه الملك الصالح إلى بعلبك ، كتب بالإنكار على الطواشي شهاب الدين رشيد والأمراء ، لكونهم مكنوه من المسير إلى بعلبك . وقال إن الأمير معين الدين حلف ، وأنتم ما حلفتم . فلم يفد إنكاره شيئاً ، بل أثر ما نذكره - إن شاء الله تعالى .
؟
ذكر وفاة الأمير الصاحب معين الدين
وفي ليلة الأحد - ثاني عشر شهر رمضان ، من السنة - كانت وفاة الأمير الصاحب معين الدين الحسين ، بن شيخ الشيوخ صدر الدين محمد ، ابن عمر بن حمويه - بدمشق ، وهو يومئذ نائب السلطنة بها .