كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 204 """"""
ومات وله ست وخمسون سنة . ودفن إلى جانب أخيه عماد الدين . وكان جواداً كريماً ديناً صالحاً - رحمه الله تعالى . ولما مات ، كتب السلطان إلى الطواشي شهاب الدين رشيد أن يتولى نيابة السلطنة ، بدمشق .
ذكر محاصرة الملك الصالح إسماعيل صاحب بعلبك دمشق ، وما حصل بها من الغلاء بسبب الحصار
قال المؤرخ : لما بلغ الملك الصالح عماد الدين - صاحب بعلبك - إنكار الملك الصالح نجم الدين أيوب - ابن أخيه - على الأمراء ، لكونهم مكنوه من التوجه إلى بعلبك - خاف على نفسه ، وعلم سوء رأي السلطان فيه ، وأنه متى ظفر به لا يبقى عليه ، فكاتب الأمير عز الدين أيبك المعظمي صاحب صرخد وأكابر الخوارزمية ، واتفقوا ونازلوا دمشق ، في ثالث عشرين ذي القعدة ، من السنة . وحاصروها ، ونهبوا بلادها وغاثوا فيها ، وقطعوا الميرة عنها .
فغلت الأسعار ، وعدمت الأقوات . وبلغ سعر القمح - عن كل غرارة - ألف درهم وثمانمائة درهم ناصرية . فمات أكثر أهل البلد جوعاً واستمر ذلك مدة ثلاثة شهور .
وفي هذه السنة ، وصل رسول الخليفة المستعصم بالله - وهو الشيخ جمال الدين عبد الرحمن ، بن الشيخ محيي الدين يوسف بن الجوزي - إلى السلطان الصالح نجم الدين أيوب ، بالخلع والتقليد .
وكانت خلعة السلطان عمامة سوداء ، وفرجية مذهبة ، وثوبين مذهبة ، وسيفين محلاة ، وقلمين ، وطوق ذهب ، وحصان بسرج ولجام وعدة خلع لأصحاب السلطان . وقرأ الشيخ جمال الدين - رسول الخليفة - التقليد على منبر والسلطان قائم على قدميه ، وقد لبس خلعة الخليفة ، حتى انتهت قراءة التقليد . وكان من جملة الخلع الواصلة من الخليفة خلعة سوداء للوزير معين الدين -