كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 205 """"""
وكان قد توفي - فرسم السلطان أن يلبسها أخاه الأمير فخر الدين بن الشيخ ، فلبسها - وكان السلطان قد أفرج عنه من الاعتقال في هذه السنة ، بعد أن لاقى شدائد كثيرة - وكان له في الاعتقال ثلاث سنين وفي هذه السنة ، بعث الملك الصالح نجم الدين الأمير حسام الدين بن بهرام إلى حصن كيفا ، لإحضار ولده الملك المعظم تورانشاه إلى الديار المصرية . وكتب إليه : الولد يقدم خيرة الله ، ويصل إلى بالس ، ويعدى عندها ، فقد اتفقنا مع الحلبيين ، وذكروا أنهم يجردون ألف فارس في خدمتك . واعبر ببلد ماردين ليلاً ، فما نحن متفقين . فلما قرأ الكتاب كره ذلك ، وما كان يؤثر الخروج من الحصن . وقال لابن بهرام : يكون الإنسان مالك رأسه يصبح مملوكاً محكوماً عليه ولم يجبه .
ولما اتصل خبر طلبه بالملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ - صاحب الموصل أرسل إليه المماليك والخيل والخيام . وكذلك فعل شهاب الدين غازي . قال أبو المظفر : حكى لي الأمير حسام الدين بن أبي علي أن الملك الصالح كان يكره مجيء ابنه المعظم إليه . وكنا إذا قلنا له : أحضره ، ينفض يديه ويغضب ، ويقول : أجيبه أقتله ؟ وكأن القضاء موكلٌ بالمنطق وفيها وصلت الكرجية بنت إيواني ملك الكرج . وهي التي كانت زوجة الملك الأوحد بن الملك العادل ، وتزوجها بعده أخوه الملك الأشرف موسى . ثم أخذها جلال الدين خوارزم شاه ، عندما استولى على خلاط . فوصلت الآن إلى خلاط ، ومعها فرمان القان - ملك التتار - بخلاط وأعمالها .
فراسلت الملك المظفر شهاب الدين غازي بن الملك العادل تقول : أنا كنت زوجة أخيك ، والقان قد أقطعني خلاط ، فإن تزوجت بي فالبلاد لك . فما أجابها إلى ذلك . فأقامت بخلاط . وكانت غارات عساكرها تصل إلى ميافارقين .
وفي هذه السنة ، توفي فلك الدين المسيري ، وزير العادل وابنه الكامل . وكانت وفاته في يوم الجمعة تاسع شهر رجب . وكان عالي المنزلة في الدولة الأيوبية .
وفيها توفيت ربيعة خاتون بنت أيوب ، أخت الملك الناصر والملك العادل ،