كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 207 """"""
وكانت وفاته بدمشق ، في ليلة الأحد ثامن عشر جمادى الآخرة ، ودفن بقاسيون . سمع الحافظ السلفي وأبا القاسم البوصيري ، وغيرها .
واستهلت سنة أربع وأربعين وستمائة :
وقعة الخوارزمية وقتل مقدمهم [ حسام الدين بركة خان ] واستيلاء الملك الصالح على بعلبك وأعمالها ، وصرخد
وفي سنة أربع وأربعين ، كانت الوقعة بين الخوارزمية - ومن انضم إليهم - وبين العساكر الحلبية والشامية والحمصية . وذلك أن السلطان الملك الصالح نجم الدين كان قد استمال الملك المنصور - صاحب حمص - إليه . فوافقه ومال إليه ، وانحرف عن الملك الصالح إسماعيل . ثم كتب إلى الحلبيين يقول : إن هؤلاء الخوارزمية قد كثر فسادهم ، وأخربوا البلاد ، والمصلحة أن نتفق عليهم ، فأجابوه .
وخرج الأتابك شمس الدين لؤلؤ بالعساكر الحلبية . وجمع صاحب حمص أصحابه ، ومن إنضم إليه من العربان والتركمان . وخرج إليهم عسكر دمشق . واجتمعت هذه العساكر كلها على حمص .
واتفق الملك الصالح إسماعيل والخوارزمية ، والملك الناصر داود صاحب الكرك ، وعز الدين أبيك المعظمي صاحب صرخد ، واجتمعوا على مرج الصفر ولم ينزل الملك الناصر من الكرك ، بل سير عسكره وأقام .
وبلغهم أن صاحب حمص يريد قصدهم . فقال بركة خان : إن دمشق لا تفوتنا ، المصلحة أن نتوجه إلى هذا الجيش ونبدأ بهم . فساروا والتقوا على بحرة حمص ، في يوم الجمعة - سابع أو ثامن المحرم - من هذه السنة . وكانت الدائرة على الخوارزمية . وقتل مقدمهم بركة خان في المعركة . وهرب الملك الصالح إسماعيل ، وعز الدين أيبك المعظمي ، ومن سلم من العسكر ، كلٌ منهم على فرس ونهبت أموالهم . ووصلوا إلى حوران .

الصفحة 207