كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 208 """"""
وتوجه صاحب حمص والعسكر الحلبي إلى بعلبك ، واستولى على الربض ، وسلمه للأمير ناصر الدين القيمري ، وجمال الدين هارون . وعاد إلى حمص ، وودع الحلبيين . وتوجهوا إلى حلب . وجاء الملك المنصور إلى دمشق ، خدمة للملك الصالح ، فنزل ببستان أسامة .
ومضت طائفة من الخوارزمية إلى البلقاء ، فنزل إليهم الملك الناصر صاحب الكرك وصاهرهم واستخدمهم ، وأسكن عيالهم بالصلت . وفعل الأمير عز الدين المعظمي كذلك . وساروا فنزلوا نابلس ، واستولوا عليها . وعاثوا في الساحل .
فندب السلطان الملك الصالح نجم الدين الأمير فخر الدين بن الشيخ بالعساكر إلى الشام . فلما وصل إلى غزة ، عاد من كان بنابلس من الخوارزمية إلى الصلت . فتوجه إليهم ، وقاتلهم على حسبان وكسرهم ، وبدد شملهم . وكان الملك الناصر معهم ، فسار إلى الكرك وتحصن بها . وتبعه الخوارزمية ، فلم يمكنهم من دخول الكرك . وأحرق ابن الشيخ الصلت . وكان الأمير عز الدين أيبك المعظمي مع الناصر ، فعاد إلى صرخد وتحيز بها .
وكانت كسرة الخوارزمية هذه في سابع عشر شهر ربيع الآخر .
ونزل الأمير فخر الدين بن الشيخ على الكرك ، في الوادي . وكتب إلى الملك الناصر يطلب من عنده من الخوارزمية .
وكان عنده صبي مستحسن من الخوارزمية ، إسمه طاش بورك بزخان ، فطلبه ابن الشيخ ، فقال الناصر : هذا طيب الصوت ، وقد أخذته ليقرأ عندي القرآن . فكتب إليه ابن الشيخ كتاباً غليظاً ، وذكره غدره بأيمانه وخبثه ، وقال : لا بد من الصبي ، وأنا أبعث إليك عوضك أعمى يقرأ أطيب منه . فبعثه إليه . وتسلم أعيان الخوارزمية . ورحل عن الكرك . وأحسن الأمير فخر الدين إلى الخورازمية وخلع عليهم . واستصحبهم معه .