كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 209 """"""
ذكر استيلاء جيش السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب على بعلبك ، وخروج الملك الصالح إسماعيل عنها
وفي هذه السنة - أيضاً - توجه الأمير حسام الدين بن أبي علي من دمشق إلى بعلبك ، وتسلم قلعتها - باتفاق من الساماني ، مملوك الملك الصالح إسماعيل ، وكان حاكماً عليها . وبعث أولاد الصالح إسماعيل وعياله إلى مصر وتسلم نواب الملك الصالح نجم الدين بصرى - وكان بها الشهاب غازي والياً ، فأعطى حرستا القنطرة وفيها ، في شهر ربيع الآخر ، توجه الملك الصالح إسماعيل في طائفة من الخوارزمية ، هاربين إلى حلب . ولم يبق للصالح إسماعيل بالشام مكانٌ يأوى إليه . فتلقاهم الملك الناصر يوسف - صاحب حلب - وأنزل الصالح إسماعيل في دار جمال الدولة الخادم . وقبض على كشلوخان والخوارزمية ، وملأ بهم الحبوس .
ذكر وفاة الملك المنصور صاحب حمص ، وقيام ولده الملك الأشرف
وفي هذه السنة - في العاشر من صفر - وقيل في يوم الأحد حادي عشرة - كانت وفاة الملك المنصور إبراهيم ، بن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه ، بن ناصر الدين محمد بن شيركوه بن شادي ، ببستان الملك الأشرف بالنيرب ، بظاهر دمشق وكانت مدة ملكه حمص ست سنين ، وسبعة أشهر . وكان شجاعاً مقداماً . وملك بعده ولده الملك الأشرف : مظفر الدين موسى . وفيها بعث السلطان الملك الصالح نجم الدين الصاحب جمال الدين يحيى بن مطروح إلى دمشق ، وزيراً . وأنعم عليه بإقطاع ، وعدة سبعين فارساً ، فوصل إلى دمشق وباشر ما رسم له به . ثم كان من أمه وعوده ما نذكره - إن شاء الله تعالى .