كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 210 """"""
ذكر توجه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى الشام ، وما استولى عليه في هذه السفرة ، وما قرره ، وعوده
في هذه السنة ، توجه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب من الديار المصرية إلى الشام .
فوصل إلى دمشق في تاسع عشر ذي القعدة ، وأحسن إلى أهلها وفرح الناس به وزينت البلد لمقدمه ، وكان يوماً مشهوداً . وأقام خمسة عشر يوماً وتوجه إلى بعلبك وكشفها ثم رجع ، وتوجه نحو صرخد . وسعى الأمير ناصر الدين القيمري والصاحب جمال الدين بن مطروح ، في الصلح بين السلطان والأمير عز الدين أيبك المعظمي صاحب صرخد . وتوجه السلطان من دمشق إلى بصرى . ونزل إليه الأمير عز الدين أيبك . وتسلم صرخد ، وصعد إليها - وذلك في ذي الحجة منها . وقدم عز الدين أيبك إلى دمشق ، ونزل بالنيرب وكتب له منشور بقرقيسيا والمجدل وضياعٍ في الخابور ، فلم يحصل له منها شيء . ثم كان من خبره ما نذكره - إن شاء الله تعالى - في سنة خمس وأربعين وستمائة .
ولما تسلم الملك الصالح صرخد ، عاد إلى الديار المصرية ودخل إلى القدس . وتصدق فيه بألفي دينار عيناً . وأمر بعمارة سور القدس فذرع ، فكان ستة آلاف ذراع بالهاشمي ، فرسم أن يصرف مغل بلاد القدس عليه ، وإن احتاج إلى زيادة جهزت من الديار المصرية . قال أبو المظفر : وكنت لما أطلقه الملك الناصر من اعتقاله ، وجاء إلى القدس ، أخذت يده على ذلك .
وفي هذه السنة ، تسلم السلطان - أيضاً - حصن الصبيبة من الملك السعيد : مجد الدين حسن ، بن الملك العزيز ، بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر ، في سابع

الصفحة 210