كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 211 """"""
عشرين ذي الحجة . وتسلم الصلت من ابن عمه الملك الناصر داود .
وفيها قبض الملك الناصر داود على عماد الدين ، بن الأمير عز الدين بن موسك في الكرك ، واحتاط على موجوده . ثم شفع فيه الأمير فخر الدين بن الشيخ فأفرج عنه . وخرج من الاعتقال ، وفي حلقه خراج كبير فبط ، وحشى من الدواء الحارق ، فمات بالكرك . ودفن بمشهد جعفر الطيار . وكان - رحمه الله تعالى - من الأجواد .
وفيها توفي الأمير ركن الدين الهيجاوي ، في معتقله بالديار المصرية .
وكان سبب اعتقاله أنه فارق خدمة السلطان الملك الصالح ، والتحق بدمشق . وكان قدومه على العساكر ، فقبض عليه ، واعتقله . فمات في اعتقاله - رحمه الله تعالى . وكان خيراً جواداً ، عفيفاً نزهاً ، كثير الإحسان إلى جيرانه ، يبر غنيهم وفقيرهم .
واستهلت سنة خمس وأربعين وستمائة
:
في هذه السنة ، جهز السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب جيشاً ، وقدم عليه الأمير فخر الدين بن الشيخ ، وبعثه إلى بلاد الفرنج .
ففتح عسقلان - في ثامن عشرين جمادى الآخرة - وأخربها . ورحل عنها إلى طبرية ، ففعل بها كذلك . ثم كتب إليه أن يتوجه إلى دمشق ، ويقيم بها بمن معه من العساكر ، لأمرٍ بلغه عن الملك الناصر - صاحب حلب .
وفيها تسلم نواب السلطان الملك الصالح نجم الدين قلعة شميمس ، من الملك الأشرف صاحب حمص . فأمر السلطان بتحصينها ، وبعث إليها الخزائن .
وفيها جهز السلطان تاج الدين بن مهاجر ، والمبارز نسيبه ، إلى دمشق ، ومعهما تذكرة فيها أسماء جماعة من الدماشقة ، رسم بانتقالهم إلى الديار المصرية ، وهم : القاضي محيي الدين بن الزكي ، وابن الحصيري ، وابن العماد الكاتب ، وبنو صصري الأربعة ، وشرف الدين بن العميد ، وابن الخطيب العقرباني ، والتاج الإسكندراني - الملقب بالشحرور ، وأبو الشامات ، مملوك الملك الصالح إسماعيل ، وغازي - وإلى بصرى - والحكيمي ، وابن الهادي المحتسب .