كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 213 """"""
واستهلت سنة ست وأربعين وستمائة
:
في هذه السنة ، استولى الملك الناصر - صاحب حلب - حمص ، وانتزعها من الملك الأشرف موسى صاحبها ، وعوضه عنها تل باشر .
ذكر توجه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب من الديار المصرية إلى دمشق ، وما اعتمده
في هذه السنة ، توجه السلطان من الديار المصرية إلى دمشق ، وعزل الطواشي شهاب الدين رشيد الدين عن النيابة ، والصاحب جمال الدين بن مطروح عن الوزارة . وفوض نيابة السلطنة بدمشق إلى الأمير جمال الدين موسى بن يغمور .
وجهز العساكر مع الأمير فخر الدين بن الشيخ إلى حمص . وسخر الفلاحين لحمل المجانيق إلى حمص ، فنالهم لذلك مشقةٌ عظيمة ، وكان يغرم على العود الذي يساوي درهما ألف درهم ، فخرب الشام لذلك . ونصب المجانيق على حمص . وكان الشيخ نجم الدين البادرائي بالشام ، فدخل بين الطائفتين ، ورد الحلبيين إلى حلب ، والعسكر الصالحي إلى دمشق .
وفيها احترق المشهد الحسيني بالقاهرة . وذكر من تتبع التواريخ أنه ما احترق مكان شريف إلا وأعقبه غلاء ، أو جلاءٌ من العدو . وكان كذلك : أخذت دمياط ، على ما نذكره .
ذكر وفاة الملك المظفر شهاب الدين غازي وقيام ولده الملك الكامل
في هذه السنة ، توفي الملك المظفر شهاب الدين غازي ، بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب - صاحب ميافارقين . وقام بأمر مملكته . بعده ولده الملك الكامل ، ناصرا لدين محمد .
وفيها ، توفي الملك العادل : سيف الدين أبو بكر ، بن الملك الكامل ، بن الملك العادل - أخو السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب .
وكان السلطان قد رسم أن يتوجه إلى الشوبك ، بنسائه وولده وعياله ، في خامس شوال ، على ما حكاه سعد الدين مسعود بن شيخ الشيوخ تاج الدين . وبعث إليه الطواشي محسن الخادم ، فأخبره بما رسم به السلطان من توجهه . فامتنع ، وقال : إن أراد قتلي في

الصفحة 213