كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 22 """"""
جميع بلاده ، ويضرب السكة باسمه ، ويحمل إليه مائة ألف وخمسين ألف دينار ، ويكون عسكر ماردين في خدمته ، متى طلبه . فأجاب صاحب ماردين إلى ذلك .
فرحل الملك الأشرف عنها ، وحمل صاحب ماردين إلى الملك الظاهر عشرين ألف دينار ، لتوسطه في الصلح .
وحكى أن السبب في حصار ماردين أن شاعراً ، يقال له الكمال ، قال :
متى تقبل الرايات من أرض جلّق . . . وتنتزع الشهباء من كفّ أرتق
فبلغ هذا البيت أرتق صاحب ماردين ، فاعتقل هذا الشاعر . فاتصل خبره بالملك العادل ، فندب هذا الجيش إليها . والله أعلم .
وفي هذه السنة - في أواخرها - حصل الشروع في عمارة سور قلعة دمشق . فابتدئ ببرج الزاوية القبلى منها ، المجاور لباب النصر .
وفيها ماجت النجوم شرقاً وغرباً ، وتطايرت كالجراد المنتشر ، يميناً وشمالاً . ولم ينقل ذلك إلا في مبعث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وفي سنة إحدى وأربعين ومائتين . ويقال إن هذه السنة كانت أكثر انتشاراً . والله أعلم .
واستهلت سنة ستمائة
في هذه السنة وصلت مراكب الفرنج من ساحل عكا إلى فوه ، فنهبوها وغنموا كثيراً من أطرافها . وأقاموا عليها خمسة أيام . وخرج بعض عساكر مصر فقاتلتهم .
وفيها كانت وفاة الحافظ : عبد الغني بن عبد الواحد بن علي ، ابن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر ، المقدسي الحنبلي ، الجماعيلي . ولد بجماعيل - وهي قرية من أعمال نابلس ، في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة .

الصفحة 22