كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 220 """"""
أطعت الهوى عكس القضيّة ليتنيخلقت كبيرا ، وانتقلت إلى الصّغر
ذكر اخبار السللطان الملك المعظم غياث الدين تورانشاه بن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب ، ابن السلطان الملك الكامل ناصر الدين محمد ، بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد ، بن أيوب ، وهو التاسع من ملوك الدولة الأيوبية بالديار المصرية
ملك الديار المصرية والشام ، بعد وفاة والده السلطان الملك الصالح وكان مقيماً بحصن كيفا ، وما مع ذلك ، منذ تركه والده هناك - كما تقدم . فلما مات السلطان ، اجتمع رأى الأمراء على إقامته ، وجهزوا لإحضاره الأمير فارس الدين أقطاي ، كما ذكرنا آنفاً .
وكان السلطان الملك الصالح ، في مرض موته ، قد كتب إلى ولده الملك المعظم هذا كتاباً ، أسند فيه الملك إليه ، واشتمل كتابه على جملةٍ من الوصايا . وقد وقفت على الكتاب المذكور - وهو بخط السلطان الملك الصالح بجملته . وقد رأيت أن أشرح ما تضمنه ، لما فيه من الوصايا التي يتعين على الملوك التمسك بها والرجوع إليها ، والإعتماد عليها .
ابتدأ السلطان الملك الصالح كتابه هذا - الذي منه نقلت - بأن كتب في طرته قبل البسملة : والده أيوب بن محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الولد تورانشاه - أصلحه الله ووفقه يا ولدي ، أنت تعلم ما سبب تأخير طلبك إلا ما أعلمه منك ، من الصبيانية والجرأة وقلة الثبات . والملك ما يحتمل هذا . والوالد ما يشتهى لولده إلا الخير . والخصائل التي أعرفها منك اتركها ، يدوم لك الملك . وإن أنت

الصفحة 220