كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 226 """"""
خبز جندي ، من جندي معروف بالشجاعة والحرب - طرده أميره ، وأعطى خبزه لذاك العامي الذي لا ينفع وأكثرهم على هذه الحالة . فإذا عاينوا العدو وقت الحاجة هربوا ، وينكسروا العسكر . لأنهم ما يعرفوا قتال ، ولا هو شغلهم . فينبغي أن لا يستخدم إلا من يعرف يلعب بالرمح على الفرس ، ويرمى بالنشاب والأكرة ، وتظهر فروسيته - حينئذ يستخدم .
واحفظ يا ولدي ما أقوله لك ، فهذا جميعه ما عرفني به إلا الأخ فخر الدين ، وأخبرني أنه وقف على كتابٍ بخط صلاح الدين ، أن الفيوم وسمنود والسواحل والخراج للأسطول . فالأسطول أحد جناحي الإسلام . فينبغي أن يكونوا شباعاً . ورجال الأسطول إذا أطلق لهم كل شهر عشرين درهم مستمرة راتبه ، جاؤوا من كل فجٍ عميق ، ورجال معروفين بالقذف والقتال . وإنما تجو وقت الحاجة تقبضوا ناس مستورين لهم أطفال وبنات ، وهو الذي يطعمهم ويسقيهم ، تأخذوه في الأسطول ولا ينفع ، تموت أطفاله بالجوع ، ويدعو علينا كيف تنتصر على العدو ؟ وتأخذوا إلى البحر عند قبض الأسطول كل يوم ألف دينار ، لأنه يقبض من الصبح إلى المغرب ، مساتير وبياعين وأرباب معايش ، يجو أهاليهم إلى بيت الوالي ، كل أحد يزن الذهب ويخلص نفسه . والفقير الذي ماله قدرة تحدروه في المراكب . فقد نبهت الولد على هذه الأشياء . والأخ فخر الدين عرفني بهذه الأحوال جميعها . فاسمع ما بقوله لك .
الولد يتوصى بالخدام : محسن ورشيد والخدام المقدمين ، لا تغيرهم . فما قدمت أحد من الخدام ولا من المماليك إلا بعد ما تحققت نصحه وشفقته . وأستاذ الدار وأمير جاندار تتوصى بهم . وكذلك الحسام لا تغيرهم . فإني أعتمد عليهم في جميع أموري .
القيمرية ، الولد لا يسمع كلام بعضهم في بعض . وناصر الدين عند كذب وخبث . وما باطنه جيد . وقد عرفت الأخ فخر الدين الرسل الذي مسكوا من دمشق إلى حلب من عنده . والحسام يكون بمفرده لا حل ولا ربط . وضيا الدين القيمري ، إن احتاجوا إلى أن يخرج عسكرٌ إلى جهة من الجهات ، يكون مقدم . وناصر الدين أرجل لا يخرج مع عسكر . وسيف الدين القيمري تعمل معه ما يقرر مع الأخ فخر الدين ، يكون مقدم العسكر في دمشق . وابن يغمور مشد ، وناصر الدين على المظالم . فابن يغمور

الصفحة 226