كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 227 """"""
يصلح أن يكون مشد ووالي وجابي الأموال ، ولا يصلح يكون مقدم على عسكر ، ولا يصلح لجنديه . ولا تؤمن إليه كل الأمن . بل تمشي به الحال في مكان مدة ، ثم ينقل إلى غيره . وهو بالكتاب أليق . وكذلك قرائب فخر الدين عثمان كلهم لا يصلحوا لجندية . ابن العزيز الرأي عندي أن تؤخذ جماعته ، ويبقى هو ومماليكه بمفردهم ، ويقطع له ولمماليكه ، وحاشيته ودوره ، ما يقوم بهم من خاصة . فالأخ فخر الدين يعرف ما جرى منه ، فهو نحس مفسد مخسخس . وقد عرف الأخ فخر الدين حاله وما جرى منه في دمياط وغير دمياط ، فما يصلح لصالحة .
متولي ديوان الأحباس اصرفه . وولي ابن النحوين فقد سألني المتصدرين ذلك . وطرائق بن الجباب غير صالحة . والوكيل اصرفه . وولي ابن الفقيه نصر ، فهو رجل جيد فقيه عنده خوفٌ من الله .
وقد عينت في ورقةٍ عند الأخ فخر الدين عشرين من المماليك تقدمهم ، تعطى لكل واحد كوس وعلم ، وتحسن إليهم .
وتتوصى بالمماليك غاية الوصية . فهم الذي كنت أعتمد عليهم ، وأثق بهم . وهم ظهري وساعدي . تتلطف بهم ، وتطيب قلوبهم ، وتوعدهم بكل خير . ولا تخالف وصيتي . ولولا المماليك ما كنت قدرت أركب فرس ، ولا أروح إلى دمشق ، ولا إلى غيرها . فتكرمهم وتحفظ جانبهم .
فهذه وصيتي إليك ، فاعمل بما فيها ولا تخالف وصيتي . وكل يوم طالعها ، واقف عليها . ولا تعمل شيء دون أن تشاور الأخ فخر الدين . والله يقدر بما فيه الخير - إن شاء الله تعالى .
يا ولدي ، إن ألزموك - الحلبيين - أن تدفع الكرك إلى الناصر ، فأعطه الشوبك .