كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 229 """"""
بدمشق ، واستحلف العساكر . وحلف المماليك الذين حضروا من جهة الأمير فخر الدين ، على قتل فخر الدين . فحلفوا له . فاتفق قتل فخر الدين قبل وصول الملك المعظم ، كما تقدم .
وجهز الملك المعظم كاتبه - معين الدين ، هبة الله بن أبي الزهر حشيش - إلى قلعة الكرك ، في مستهل ذي القعدة . فحقق ما بها من الأموال والذخائر ، وحمل إليه من حاصلها مائتي ألف دينار ، عيناً ، مما كان الملك الصالح قد نقله إليها . ولحق معين الدين السلطان إلى الرمل . وكان نصرانياً فوعده بالوزارة ، فأسلم . ووصل السلطان إلى العساكر الديار المصرية ، بمنزلة المنصورة - في يوم الثلاثاء سابع عشر ذي القعدة ، من السنة .
ولما وصل ، وضع يده على ما سلم مت تركة الأمير فخر الدين يوسف ابن الشيخ ، وأخذ مماليكه الصغار ، وبعض قماشه - وثمن ذلك بخمسة عشر ألف دينار - وهي دون نصف القيمة ، فيما قيل . ولم يعوض الورثة عن ذلك شيئاً ، فإنه قتل قبل ذلك .
ذكر عدة حوادث كانت في سنة سبع وأربعين وستمائة ، غير ما تقدم
في هذه السنة تأمر بمكة - شرفها الله تعالى - أبو سعد علي بن قتادة ، وذلك في العشرين من ذي القعدة .
وفيها قتل الأمير شيحه ، صاحب المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - وولي بعده ولده عيسى بن شيحه .
وفيها في خامس عشر شعبان ، توفي الطواشي مسرور بالقاهرة ، ودفن بتربته بالقرافة .
وفيها توفي الشيخ صالح أبو الحسن علي ، بن أبي القاسم بن عربي بن عبد الله ، الدمياطي ، المعروف بابن قفل - في يوم الأحد الرابع والعشرين من ذي الحجة ، برباطه بالقرافة ، وبه دفن .
وفيها توفي شهاب الدين ابن قاضي دارا . وكان من النظار في الدولة الكاملية ، وبعدها . ولي نظر الأعمال القوصية . وكان السلطان الملك الكامل يكتب إليه بخطه ،