كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 230 """"""
ويأمره وينهاه . ويقال إنه كان من ظلمة النظار ، يضرب بظلمه المثل . سامحه الله - وإيانا بكرمه .
واستهلت سنة ثمان وأربعين وستمائة ذكر هزيمة الفرنج وأسر ملكهم ريدا فرنس
قال المؤرخ : لما وصل السلطان الملك المعظم إلى المنصورة ، كان ملك الفرنج ريدا فرنس - بعساكره وجموعه - بالجزيرة التي قبالة المنصورة ، وهي الدقهلية . فرحل بمن معه طالباً دمياط . وذلك في ليلة الأربعاء ، مستهل المحرم ، من السنة .
فتبعته عساكر المسلمين إلى فارس كور ، وقاتلوه قتالاً شديداً وأخذوه أسيراً - هو وأخوه - واستولوا على عساكر الفرنج ، وقتلوا منهم زيادةً عن عشرة آلاف فارس . وأسر من الخيالة والرجالة ما يناهز مائة ألف . وجيء بريدا فرنس وأخيه إلى المنصورة ، فاعتقلا في دار فخر الدين بن لقمان بها . ورتب السلطان الأمير فخر الدين الطوري لقتل أسرى الفرنج فكان يقتل منهم في كل ليلة ثلاثمائة نفر ، ويرميهم في البحر .
وكتب السلطان الملك المعظم - كتاباً بخطه إلى الأمير جمال الدين موسى ابن يغمور النائب بدمشق ، مضمونه بعد البسملة : ولده تورانشاه . الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن . وما النصر إلا من عند الله . ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم . وأما بنعمة ربك فحدث . وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها . يبشر المجلس السامي الجمالي - بل