كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 232 """"""
اسقلاط أحمر ، تحته سنجاب ، وفيها شكل يكلة ذهب . فنظم الشيخ نجم الدين محمد ، بن الخضر بن إسرائيل ، مقطعات ثلاثاً ، ارتجالاً ، وهي :
إن غفارة الفرنسيس التي جا . . . ءت حباءً لسيّد الأمراء
كبياض القرطاس لوناً ، ولكن . . . صبغتها سيوفنا بالدّماء
وقال - يخاطب الأمير جمال الدين :
يا واحد العصر الذي لم يزل . . . يجوز في نيل المعالي المدا
لا زلت في عزٍّ وفي رفعةٍ . . . تلبس أسلاب ملوك العدا
وكتب عن الأمير جمال الدين مقدمة كتاب ، للسلطان :
أسيّد أملاك الزمان بأسرهم . . . تنجّزت من نصر الإله وعوده
فلا زال مولانا يبيح حمى العدا . . . ويلبس أسلاب الملوك عبيده ولما وصل هذا الكتاب بهذه البشرى ، اجتمع عوام دمشق في العشرين من المحرم ودخلوا كنيسة مريم بالمغاني والبشائر ، وهموا بهدمها . وأما النصارى ببعلبك فيقال إنهم سودوا وجوه الصور ، التي في كنائسهم ، حزنا على هذه الحادثة . فعلم بهم متولي البلد ، فجناهم جنايةً شديدة ، وأمر اليهود بصفعهم وضربهم وإهانتهم .
وفيها نفى السلطان الملك المعظم الملك السعيد مجير الدين حسن ، بن الملك العزيز عثمان ، بن الملك العادل - وهو ابن عم أبيه - من الديار المصرية إلى الشام . ووصل إلى دمشق ، واعتقل بعزتا ثم أفرج عنه ، على ما نذكره - إن شاء الله تعالى .

الصفحة 232