كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 235 """"""
الدر - سرية السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب - وحلفوا لها ، واستحلفوا جميع العساكر الشامية والمصرية . وكانت المناشير والتواقيع تخرج باسمها . ويكتب عليها ما صورته : والدة خليل . ويكتب الموقع : خرج الأمر العالي المولوي السلطاني الخاتوني الصالحي ، الجلالي العصمي الرحيمي - زاده الله شرفاً ونفاذا . وقد شاهدت منشوراً منها ، هذه ترجمته . وتواقيعها موجودةٌ بأيدي الناس ، إلى وقتنا هذا . وخطب باسمها على المنابر . واستقر الأمير عز الدين أيبك - التركماني الصالحي - أتابك العساكر .
ذكر استعادة ثغر دمياط من الفرنج وإطلاق ريدا فرنس
قال : ثم حصل الاتفاق بين الأمراء وريدا فرنس - ملك الفرنج - على أن يسلم ثغر دمياط ، ويحمل إليهم وظيفةً تقررت بينهم ، ويطلقوه . فسلم إليهم الثغر في يوم الجمعة ، ثالث صفر ، سنة ثمانٍ وأربعين وستمائة . وتوجه هو - وأخوه وزوجته ، ومن بقي من الفرنج - إلى بلادهم . فكانت مدة استيلائهم على الثغر أحد عشر شهرا ، وتسعة أيام .
ذكر خلع شجر الدر نفسها من الملك وانقراض الدولة الأيوبية من الديار المصرية
كان سبب ذلك أن الأمراء اتفقوا على أن يتزوج الأمير عز الدين أيبك التركماني شجر الدر ، فتزوجها ، وخلعت نفسها من الملك ، وسلمت السلطنة إليه - في التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر من السنة . وكانت مدة ملكها ثلاثة أشهر وقد قيل إن زواجه بها كان في سنة تسع وأربعين وستمائة وانتصب الأمير عز الدين في السلطنة ، وتلقب بالملك المعز . وأقام معه الملك الأشرف : مظفر الدين موسى ، بن صلاح الدين يوسف ، بن الملك المسعود صلاح الدين