كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 237 """"""
الدين شيركوه ، بن الأمير ناصر الدين محمد ، بن الملك المنصور أسد الدين شيركوه بن شادي - صاحب تل باشر والرحبة .
وسنورد في هذا الموضع نبذاً من أخبارهم ، تدل على ملخص أحوالهم ، إلى حين وفاة كل منهم ، ومن قام بعده من أولاده ، إن كان - على سبيل الاختصار .
أما السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف ، بن الملك العزيز ، بن الملك الظاهر ، ابن الملك الناصر : صلاح الدين يوسف بن أيوب - فإنه كان بيده ملك حلب وأعمالها
ملك ذلك بعد وفاة والده الملك العزيز - كما تقدم - في سنة أربع وثلاثين وستمائة . ثم استولى على حمص ، في سنة ست وأربعين وستمائة : انتزعها من الملك الأشرف موسى ، بن الملك المنصور إبراهيم ، بن شيركوه ، وعوضه عنها تل باشر - وقد تقدم أيضاً . ثم استولى على دمشق .
ذكر استيلاء الملك الناصر [ صاحب حلب ] على دمشق
وفي سنة ثمان وأربعين وستمائة - بعد مقتل الملك المعظم تورانشاه - تجهز الملك الناصر من حلب بعساكره ، فوصل إلى قارا في مستهل شهر ربيع الآخر . وسبب ذلك أن الأمراء القيمرية ، الذين بدمشق ، كاتبوه وباطنوه على أخذها . فإن الأمير جمال الدين موسى بن يغمور - نائب السلطنة بها - اتفق هو والأمراء الصالحية النجمية ، الذين كانوا بدمشق ، وتظافروا ، واجتمعت كلمتهم . فتغيرت بواطن الأمراء القيمرية ، فكاتبوه ، فسار إلى دمشق . ولما اتصل خبر مقدمه بالأمير جمال الدين بن يغمورن أحضر الملك السعيد بن الملك العزيز عثمان ، من قلعة عزتا إلى دمشق - وكان قد اعتقله بها - كما تقدم ، وأنزله في دار فرخشاه .

الصفحة 237