كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 24 """"""
واستهلت سنة ثلاث وستمائة ذكر قصد العادل بلاد الفرنج
في هذه السنة في جمادى الأولى ، وقيل في شعبان ، خرج الملك العادل بعساكره وقصد عكا . فصالحه أهلها . فعاد إلى دمشق .
وخرج الفرنج من طرابلس ، وأغاروا على حمص . فخرج الملك العادل من دمشق ، ونزل على بحيرة قدس بظاهر حمص ، وحضرت إليه عساكر البلاد . فأقام إلى آخر شهر رمضان . وتوجه يوم العيد إلى حصن الأكراد ، وقاتل أشد قتال ، وفتح برجا بالقرب من الحصن ، وأخذ منه خمسمائة رجل وسلاحاً . ثم سار إلى القليعات ، فأخذها بعد حصار . وتقدم إلى طرابلس ، وقاتل قتالاً شديداً ، وأقطع ثمارها . ثم أنس من عسكره فشلاً ، فعاد إلى حمص . فأنفذ إليه صاحب طرابلس وطلب الصلح ، وأرسل مالاً وأسرى .
وفيها توفي الطواشي جمال الدين إقبال ، الخادم الصلاحي ، من خدام الملك الناصر صلاح الدين يوسف . وكانت وفاته بالبيت المقدس ، بعد أن وقف داريه بدمشق مدرستين : إحداهما على الطائفة الشافعية ، والأخرى على طائفة الحنفية ، ووقف عليهما أوقافاً : جعل ثلثيها للشافعية وثلثها للحنفية . وذلك في رابع عشر ذي القعدة .
واستهلت سنة أربع وستمائة ذكر انتقال السلطنة من دار الوزارة بالقاهرة إلى قلعة الجبل
وأول من سكن قلعة الجبل من الملوك الملك الكامل ناصر الدين محمد ، بن السلطان الملك العادل . وذلك في سنة أربع وستمائة - وهو إذا ذاك ينوب عن والده بالديار المصرية .