كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 25 """"""
وأول من بدأ بعمارتها الملك الناصر صلاح الدين يوسف . فعمر بها برجاً ، وهو المطل على مشهد السيدة نفيسة . ثم كملت في أيام الملك العادل . ونقل أولاد العاضد من القصر إلى قلعة الجبل ، وبنى لهم بها مكان اعتقلوا فيه . فكانوا فيه إلى سنة إحدى وسبعين وستمائة . وتوفي الأمير داود في هذه السنة .
ذكر ورود رسل الخليفة الناصر لدين الله بالخلع للملك العادل وأولاده ووزيره
كان السلطان الملك العادل قد جهز القاضي نجم الدين خليل الحنفي - قاضي عسكر الشام - رسولاً إلى الخليفة الناصر لدين الله ، فوصل إلى بغداد في هذه السنة فجهز الخليفة إلى السلطان رسولين ، وهما : الشيخ شهاب الدين اسهروردي ونور الدين سنقر الركني الخليفتي . وأصحبهما الخلع للسلطان ، ولولديه : الأشرف والمعظم ، ولوزيره صفي الدين بن شكر ، ولأستاذ داره شمس الدين إلدكز العادلي . وكانت خلعة السلطان جبة أطلس وسيعة الكم بطراز ذهب ، وعمامة سوداء بطراز ذهب ، وطوق ذهب مجوهر ، وسيف جميع ملبس بالذهب ، وحصان أشهب بمركب ذهب ، وقصبة ذهب عليها علم أسود ، مكتوب عليه بالبياض .
فتلقاها السلطان الملك العادل إلى الغسولة بجميع عساكره ، وعاد . ولبسوا الخلع من القصر إلى القلعة بدمشق . وحمل الأمير بدر الدين دلدرم التقليد على رأسه بين يدي السلطان ، ودخلوا جميعهم من باب الحديد وقت أذان الظهر . وقرأ الوزير