كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 255 """"""
ولم يزل الملك المغيث بالكرك والشوبك ، إلى أن استولى الملك الظاهر على الشوبك ، لأربعٍ بقين من ذي الحجة ، سنة تسع وخمسين ، عندما جرد إليها الأمير بدر الدين الأيدمري . وبقي بيد الملك المغيث الكرك وأعمالها . ثم حصل الاتفاق بين السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس والملك المغيث ، وحلف السلطان الملك الظاهر له يميناً مستوفاة ، وأشهد عليه بما تضمنه مكتوب الحلف .
وقد شاهدت المكتوب . وهو بخط القاضي فخر الدين : إبراهيم بن لقمان - صاحب ديوان الإنشاء . وما فيه من اسم السلطان بخط السلطان ، ومثاله : بيبرس .
ونسخة هذه اليمين - على ما شاهدته ونقلت منه : بسم الله الرحمن الرحيم أقول وأنا بيبرس . والله والله والله ، وتا لله وتا لله وتا لله ، وبا لله وبا لله وبا لله ، العظيم الرحمن الرحيم ، الطالب الغالب الضار النافع ، عالم الغيب والشهادة والسر والعلانية ، القائم على كل نفس بما كسبت ، والمجازى لها بما احتسبت . وجلال الله وعظمة الله وكبرياء الله ، وسائر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا - إنني من وقتي هذا وساعتي هذه ، وما مد الله في عمري ، قد أخلصت نيتي وأصفيت سريرتي ، وأجملت طويتي ، في موافقة المولى : الملك المغيث فتح الدين عمر ، بن سلطان الشهيد الملك العادل سيف الدين أبي بكر ، بن محمد ، بن أبي بكر بن أيوب ، ومصافاته ومودته .
لا أضمر له سوءاً ولا غدراً ولا خديعة ولا مكراً لا في نفسه ولا في ماله ، ولا في أولاده ، ولا في مملكته ولا في قلعته ، ولا في بلاده ، ولا في أمرائه ، ولا في أجناده ، ولا في غلمانه ، ولا في مماليكه ، ولا في ألزامه ولا في عربانه ، ولا في رعيته ، ولا فيما يتعلق به وينسب إليه ، من قليل وكثير .
وإنني والله لا أعارضه ولا أشاققه ، ولا آمر من يعارضه في بلاده الجارية في مملكته ، وهي : قلعة الكرك المحروسة ، وربضها وسائر عملها ، والغور المعروف بغور زغر - بكماله ، وحد ذلك من القبلة الحسا ، ومن الشمال حد الموجب نصف القنطرة

الصفحة 255