كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 256 """"""
والمسيل ، ومن الشرق الثنيتين ، ومن الغرب السبخة المعروفة بأبي ضابط ، ومنتهى حد الغور المذكور من القبلة الكثيب الرمل المعروف بالدبة ، ومن الشمال الماء النازل من الموجب إلى البحيرة . وإنني واله لا آمر ولا أشير ، ولا أكتب ، ولا آذن بصريح ولا بكناية ، ولا بقول لأحد ، في التعرض لبلاده المذكورة ، ولا السعي فيها بفساد . وإنني ولله متى حضر المولى الملك المغيث فتح الدين عمر المذكور إلى خدمتي ، عند حلولي بالشام المحروس ، لمنازلة عدو يطرق بلادي ، أو لعدو يطرق بلاده ، لا أتعرض إليه بأذية ، ولا أقصده بسوء في نفسه ولا في ما له ولا في بلاده ، ولا في أمرائه ولا في أجناده ، ولا في عربانه ولا في مماليكه ، ولا في رعيته ، ولا فيمن يصل صحبته من أصحابه .
وإنني والله لا أطالبه ، و أطالب أحداً من أمرائه وأجناده ، وأصحابه ومماليكه ولا من غلمانه ، ولا من رعيته ولا من عربانه ، ولا أحداً من سائر أصحابه ، بسبب متقدم إلى تاريخ هذه اليمين المباركة . ولا أمكن أحداً من أمراء دولتي ، ولا من جندها ، ولا من سائر مماليكي ، وأصحابي من الجماعة البحرية وغيرهم ، من مطالبته ولا مطالبة أحد من أمرائه وأجناده ومماليكه ورعيته ، وسائر أصحابه ، أهل الكرك وغيرهم ، بسبب متقدم عن تاريخ هذه اليمين المباركة - صامت كان أو غير صامت - من قماش وأثاث ، وغير ذلك .
وإنني والله ، لا أستخدم أحداً من أمراء المولى الملك المغيث : فتح الدين عمر المذكور ، ولا من أجناده ولا من أجناد أمرائه ، ولا من مماليكه ولا من مماليك أمرائه ، ولا من عربانه ولا من غلمانه ، إلا من انفصل عنه بدستور . ومتى تسحب أحد من أمرائه أو أجناده ، أو أجناد أمرائه أو مماليكه ، أو ممالك أمرائه أو غلمانه أو عربه ، أو غير ذلك من أصحابه وفلاحي بلاده ، وحضر إلى بلادي أو إلى مملكة من ممالكي ، والتمس عوده إليه - تقدمت بإعادته إليه ، بجهدي وطاقتي .
وإنني والله متى قصد بلاد المولى الملك المغيث فتح الدين عمر المذكور عدو - مسلماً كان أو كافراً - أعنته على دفعه وزجره وردعه ، جهدي وطاقتي . وإنني والله ، متى تعرض أحد من عرب بلادي إلى بلاد المولى الملك المغيث فتح الدين عمر المذكور ، أو إلى جهة من جهات مملكته ، أو إلى أحد من رعيته أو أحد من سائر أصحابه ، أو سعى بفساد فيما يتعلق بمملكته ، واطلعت عليه - تقدمت بزجره وردعه عن ذلك ، وفعلت في أمره ما تقتضيه السياسة .
وإنني والله - أفي للمولى الملك المغيث : فتح الدين عمر ، بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر ، بن الملك الكامل محمد ، بن أبي بكر بن أيوب - بهذه اليمين من أولها إلى أخرها ، ما دام وافياً لي باليمين التي يحلفه بها نائبي ، لا أنقضها ولا