كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 257 """"""
شيئاً منها ، ولا أستثني فيها ولا في شيء منها ، ولا أستفتي فيها ولا في شيء منها ، طلباً لنقضها أو نقض شيء منها . ومتى نقضتها أو نقضتها فيها أو في شيء منها ، طلباً لنقضها أو نقض شيء منها ، فكل ما أملكه من صامت وناطق - صدقة على الفقراء والمساكين من المسلمين . وكل مملوك أو أمة في ملكي ، أو أتملكهما فيما بقي من عمري ، حر من أحرار المسلمين . وعلى أن أفك عشرة آلاف رقبة مؤمنة من أيدي الكفار ، إن خالفت هذه اليمين أو شيئاً منها .
وهذه اليمين يميني ، وأنا بيبرس . والنية فيها بأسرها نية المولى الملك المغيث فتح الدين عمر ، بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر ، بن الملك الكامل ناصر الدين محمد ، بن أبي بكر ، بن أيوب ، ونية مستحلفي له بها - أشهد الله على بذلك ، وكفى به شهيدا . فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما .
وشهد على السلطان الملك الظاهر ، بهذه اليمين ، من نذكرهم وهم : الأتابك فارس الدين أقطاي ، وأقوش النجيبي ، وقلاوون الألفي ، وعز الدين أزدمر ، وأيدمر الحلى ، وبيسري الشمسي ، وبيليك الكرندار ، وأيبك الأفرم ، وكاتب اليمين إبراهيم بن لقمان بن أحمد . وهي مؤرخة في الثالث والعشرين من المحرم ، سنة ستين وستمائة . وشهد على السلطان اثنان ممن حضر من الكرك ، وهما : أمجد الكركي - وهو كاتب الملك المغيث - وكان قد أمره ، وآخر لم أحقق اسمه عند قراءته .
وبآخر رسم خط الشهود خط المستحلف . وصورته : أحلفت مولانا السلطان الكبير ، العالم المجاهد ، المرابط المؤيد المنصور ، الملك الظاهر أبا الفتح بيبرس بن عبد الله ، الصالحي ، أعز الله سلطانه - بهذه اليمين المباركة من أولها إلى آخرها ، على الوجه المشروح فيها ، تاريخ الثالث والعشرين من المحرم ، سنة ستين وستمائة - أحسن الله تقضيها . وكتبه خزاعة بن عبد الرزاق بن علي - حامداً لله تعالى ومصليا .
وجهز السلطان الملك الظاهر للملك المغيث ولده الملك العزيز فخر الدين عثمان - وكان معتقلا بالقلعة من الأيام المظفرية ، كما قدمنا - فأطلقه السلطان الآن ، وأقطعه ذبيان بمنشور ، ثم سير إليه السلطان بعد ذلك صنجقاً وشعار السلطنة . فقبل

الصفحة 257