كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 259 """"""
وتولى ذلك الأمير عز الدين أيدمر الحلى - نائب السلطنة - بالغيبة . واستدل على قتله أن بعض الخدام حكى ، فقال : لما أدخل الملك المغيث إلى القاعة ، طلب له طعام من الآدر السلطانية - قال الخادم : فتوجهت لإحضار الطعام ، فأتيت به على رأس خادم آخر ، فوجدت الأمير عز الدين قد خرج من القاعة ، وأغلق الباب فقلت : قد حضر الطعام . فقال : بعد أن أغلقنا الباب لا نفتحه في هذه الليلة . فرجعت بالطعام . ولم يفتح ذلك الباب ، إلى ثلاثة أشهر أو نحوها .
وكان مولد الملك المغيث - رحمه الله تعالى - بمنزلة العباسة في شهر ربيع الأول ، سنة أربع وثلاثين وستمائة .
ولما قبض عليهم ، جهز الملك الظاهر ، إلى الكرك ، الأمير بدر الدين بيسرى ، والأمير أيدمر الظاهري ، وكتب إلى من بها يعدهم الإحسان . ثم توجه بنفسه إليها ، وتسلمها على ما نذكره ، إن شاء الله تعالى ، في أخباره . وأنعم على ولده : الملك العزيز فخر الدين عثمان بإمرة مائة فارس . ورتب لإخوته وأهله الرواتب . ثم قبض عليه ، بعد ذلك ، واعتقله - على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
وأما الملك الموحد تقي الدين عبد الله ابن الملك المعظم تورانشاه ، بن الملك الصالح نجم الدين أيوب ، ابن الملك الكامل ناصر الدين محمد ، بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب - صاحب حصن كيفا ونصيبين وأعمالها
فإن والده الملك المعظم كان قد تركه بحصن كيفا ، عند قدومه إلى الديار المصرية ، وهو دون البلوغ . فاستمر بالحصن بعد مقتل والده ، ودبر . أمر دولته خادماً أبيه : افتخار الدين ياقوت ، وجمال الدين طقز . فلم تزل هذه المملكة بيده ، إلى أن استولى هولاكو على البلاد .
فلما قارب بلاد الملك الموحد خرج إليه بأمان وتلقاه ، وقدم له أشياء مما كان