كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 26 """"""
التقليد قائماً ، بمحضر من القضاة وبياض البلد ، بإيوان القلعة ، والسلطان وأولاده وسائر من حضر قياماً إلى أن تكاملت قراءته .
وتضمن التقليد تفويض البلاد إلى السلطان ، وهي ديار مصر والساحل ودمشق ، وبلاد الشرق وخلاط . وحضرت رسل الملوك : الظاهر صاحب حلب ، والمنصور صاحب حماة ، وصاحب حمص ، ومع كل منهم ألف دينار ، ينثرها على السلطان . فرسم السلطان بتوفير ذلك لرسول الخليفة .
وسار الشيخ شهاب الدين ورفيقه إلى القاهرة ، بخلعة الملك الكامل . فتلقاهما الملك الكامل ، وزينت القاهرة ومصر لدخول الرسل . ولبس الكامل الخلعة الخليفية .
ثم عاد الشيخ شهاب الدين السهروردي ورفيقه إلى بغداد . وأصحبهما السلطان أستاذ داره شمس الدين ، وصحبته التحف والألطاف . فوصل إلى بغداد في سنة خمس وستمائة . فتلقى بالموكب . ونقم الخليفة على الشيخ شهاب الدين السهروردي كونه مد يده إلى الأموال وقبلها ، وحضر دعوات الأمراء بالشام ، منهم الأمير عز الدين سامه وغيره . وكان قبل ذلك قد اشتهر بالزهد . فاعتذر أنه إنما قبل الأموال ليفرقها في الفقراء فلم يقبل عذره . ومنع من الوعظ ، وأخذ منه الربط التي كانت بيده . وفرق الشيخ ما كان قد حصل له من الأموال - وكانت جملة طائلة - فاغتنى بها جماعة من الفقراء . وقبل الخليفة ما كان مع شمس الدين إلدكز من الهدايا ، وشرفه وأعاده إلى مرسله .
ذكر استيلاء الملك الأوحد ابن السلطان الملك العادل على خلاط
وفي سنة أربع وستمائة ، استولى الملك الأوحد : نجم الدين أيوب ، بن الملك العادل على مدينة خلاط ، بمكاتبة أهلها .
وكان سبب ذلك أن الهزار ديناري قتل صاحبها ابن بكتمر - وكان شاباً لم يبلغ عشرين سنة - وقيل انه غرقه في بحر خلاط . وكانت أخته بنت بكتمر زوجة صاحب أرزن الروم ، فقالت : لا أرضى إلا بقتل قاتل أخي . فسار صاحب أرزن إلى خلاط فخرج إليه الهزار ديناري وتبارزا ، فقتله صاحب أرزن الروم . وعاد إلى أرزن . وبقيت خلاط بغير ملك .
وكان الملك الأوحد - صاحب ميافارقين - يكاتبه أعيان خلاط . فجاء إليهم

الصفحة 26