كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 260 """"""
عنده من التحف ونفائس الذخائر ، فأقره على عمله . ولم يتعرض لحصن كيفا ، ولا هراق به دما . وقرر عليه قطيعة في كل سنة أحد عشر ألف دينار ثمنها ستة وستين ألف درهم . ثم خرجت نصيبن عنه . وذلك أن صاحب ماردين : الملك المظفر ، بن الملك السعيد بن أرتق - ضمنهما من التتار ، وأضافها إلى مملكته .
ثم نقل أبغا بن هولاكو - في أول دولته - الملك الموحد إلى الأردوا ، وأخلى قلعة حصن كيفا ، وخربها .
وسبب ذلك أن الملك الظاهر ركن الدين بيبرس ، لما ملك الديار المصرية وما معها ، خشي عاقبة الملك الموحد ، وأنه من البيت الأيوبي ، وملك الديار المصرية لأبيه وجده ، وجد أبيه وجد جده . فأمر بمكاتبته ومكاتبة خادميه - عن جماعة من الأمراء الصالحية - يستدعون الملك الموحد إليهم ، ليملكوه ملك آبائه . ووصلت الكتب بذلك إليهم ، فمالت نفوس الخدام إلى ذلك ورغبوا فيه ، ولم يخشوا عاقبة المكايد .
فحملهم حب ذلك على أن أجابوا الأمراء عن كتبهم : أنهم يصلون إليهم بالملك الموحد . وأخذ القصاد الكتب ورجعوا ، فظفر بهم مقدم التتار . فأرسل الكتب إلى أبغا ، فأحضره ، وأحضر الخادمين ، وقتلهما . وأقره بالأردوا مدة سبع سنين - هذا ، ونائبه مقيم بحصن كيفا . ثم أطلقه وأعاده إلى الحصن . فكان به إلى أن توفى . وكانت وفاته - رحمه الله - ضحى يوم الأحد ، النصف من شهر ربيع الآخر ، سنة اثنتين وثمانين وستمائة .
وكان له من الأولاد الذكور ثلاثة عشر ، وهم : الأمير سيف الدين أبو بكر شادي الكبير ، وعلاء الدين علي الكبير ، ومغلطاي - وإنما سمي بذلك ، لأنه ولد بالأردوا ، فأمرت قولى خاتون ، زوجة هولاكو ، أن يسمى بذلك . وأرسلان ، ويوسف ، وزكرى ، وعثمان ، وخليل ، وعلي الأصغر ، وإبراهيم شقيقه ، وأبو بكر الأصغر - وهو ابن أخت ناصر الدين يحيى ، بن جلال الدين الحيتي ، أحد مقدمي التتار . ونجم الدين أيوب ، وحسن . ومات من أولاده - قبل وفاته - الملك المعظم محمد - مات قبل والده بسبع

الصفحة 260