كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 262 """"""
وأما الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر شهاب الدين غازي ابن الملك العادل : سيف الدين أبي بكر بن أيوب صاحب ميافارقين
فإنه لم يزل بها ، إلى أن ملك التتار البلاد . فندب هولاكو صرطق نوين ، وقطغان نوين لمحاصرته بميافارقين ، بطائفة كثيرة من التتار . فحاصروه مدة سنتين ، حتى قلت الأقوات عندهم ، وأكلوا الكلاب والسنانير والميتة . ففتحها التتار بعد أن فنى من عنده من الجند ممن القتال - وذلك في سنة ثمان وخمسين وستمائة . وأسر الملك الكامل ، وتسعة نفر من مماليكه ، وأحضروا بين يدي هولاكو ، فقتلوا ، إلا مملوكاً واحداً - كما تقدم في أخبار هولاكو وكان الملك الكامل هذا - رحمه الله تعالى - ملكاً حازماً كريماً ، كثير الزهد والورع . ولما قتل - رحمه الله - حمل التتار رأسه على رمح ، وطيف به البلاد . ومروا به على حلب وحماه . وأتوا به إلى دمشق - في سابع عشر جمادي الأولى من السنة - وطافوا به دمشق ، وأمام الرأس المغاني والطبول وعلق رأسه بباب الفراديس ، إلى أن دخل الملك المظفر قطز إلى دمشق - بعد هزيمة التتار - فأنزل الرأس ، ودفن بمشهد داخل باب الفراديس .
فقال الشيخ شهاب الدين أبو شامه الحسين في ذلك ، من أبيات :

الصفحة 262