كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 264 """"""
ليلة الجمعة . وكان مولده في الساعة العاشرة من ليلة الأحد ، خامس عشر المحرم ، سنة سبع وخمسين وستمائة .
واستقرت المملكة الحموية بعد وفاته في يد نواب ملوك مصر . وكان أول من وليها من النواب : الأمير شمس الدين قرا سنقر المنصوري ، نقل من الصبيبة إليها . ثم نقل منها إلى نيابة حلب ، في سنة تسع وتسعين وستمائة ، بعد وقعة قازان . وفوضت نيابة السلطنة بحماه غل الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري - وكان قبل ذلك بصرخد - فلم يزل بها إلى أن مات ، في سنة اثنتين وسبعمائة . فوليها الأمير سيف الدين قبجاق المنصوري ، فكان بها إلى أول الدولة الناصرية الثانية . ونقل منها ، في سنة تسع وسبعمائة ، إلى نيابة المملكة الحلبية . وفوضت نيابة السلطنة بحماه للأمير سيف الدين أسندمر كرجى فكان بها ، إلى أن فوض السلطان - الملك الناصر - نيابة المملكة الحموية إلى الأمير عماد الدين إسماعيل ، بن الملك الأفضل نور الدين علي ، ابن الملك المظفر محمود ، بن الملك المنصور محمد ، بن الملك المظفر تقي الدين عمر ، بن شاهانشاه بن أيوب ، في سنة عشر وسبعمائة فاستمر في نيابة السلطنة مدة ثم كوتب بعد ذلك من ديوان الإنشاء بالمقام العالي الملكي العمادي ولم يزل كذلك ، إلى أن فوض السلطان الملك الناصر إليه سلطنة حماه ، ولقبه بالملك المؤيد . وركب بالقاهرة المحروسة بشعار السلطنة ، وذلك في يوم الخميس سابع عشر المحرم ، سنة عشرين وسبعمائة - على ما نذكره ذلك ، إن شاء الله تعالى ، في أخبار الدولة الناصرية . وهو باق إلى وقتنا هذا . ويصل في كل سنة إلى الأبواب السلطانية الملكية الناصرية بالتقادم والتحف ، ويحصل له الإنعام السلطاني ، والتشاريف ، وغير ذلك .