كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 265 """"""
وملوك حماه - وإن لقبوا بألقاب الملوك ، وخوطبوا وكوتبوا بما يخاطب ويكاتب به الملوك - فلا تعد أيامهم من جملة الدولة الأيوبية ، لأنهم في الخدمة السلطانية على رسم النواب . وإنما أوردنا ما ذكرناه من أخبارهم ، لتعلم .
وأما الملك الأشرف مظفر الدين موسى ابن الملك المنصور إبراهيم ، بن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه ابن الأمير ناصر الدين محمد ، بن الملك المنصور أسد الدين شيركوه ابن شادي 00 صاحب تل باشر والرحبة
فقد ذكرنا أنه كان بيده حمص وتدمر والرحبة ، إلى أن استولى الملك الناصر - صاحب حلب - على حمص ، في سنة ست وأربعين وستمائة ، وعوضه عنها تل باشير . فلم يزل بها إلى أن استولى هولاكو على حلب - كما ذكرنا في سنة ثمان وخمسين وستمائة - فحضر إليه ، فأكرمه هولاكو ، وأعاد عليه حمص ، وفوض إليه نيابة السلطنة بالشام والسواحل .
فلما هزم الملك المظفر سيف الدين قطز التتار على عين جالوت ، ووصل إلى دمشق - أقره على حمص والرحبة وتدمر . وأقر الملك الظاهر - بعده - ذلك بيده ، إلى أن توفي في حادي عشر صفر ، سنة اثنتين وستين وستمائة .
ولم يكن له عقب ، فاستقر ما كان بيده في يد نواب السلطنة ، إلى وقتنا هذا . ولبعض من ذكرنا أخبارهم في هذا الوضع ، أخبار ووقائع مع الملوك ، يأتي ذكرها في أخبار ملوك الديار المصرية - على ما تقف على ذلك ، إن شاء الله تعالى ، في مواضعه . وإنما ذكرناهم في هذا الموضع ، لتكون أخبارهم مجتمعة ، على سبيل الاختصار .