كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 269 """"""
ودروت . وقلابا أغلى . وجرتان وقرا تركلي . وكتن .
قال : ولم يزالوا مستقرين في مواطنهم ، قاطنين بأماكنهم ، إلى سنة ست وعشرين وستمائة . فاتفق أن شخصاً من قبيلة دروت يسمى منغوش بن كتن خرج متصيداً ، فصادفه شخص من قبيلة طقصبا اسمه آق كبك - وكان بينهما منافسة قديمة - فأخذه أسيراً ، ثم قتله . وأبطأ خبر منغوش عن أبيه وأهله ، فأرسلوا شخصاً اسمه جلنغر لكشف خبره ، فعاد إليهم وأخبرهم بقتله . فجمع أبوه أهله وقبيلته وساق إلى آق كبك . فلما بلغه مسيرهم نحوه ، جمع أهل قبلته وتأهب لقتالهم . فالتقوا واقتتلوا ، وكان الظفر لقبيلة دروت ، وجرح آق كبك وتفرق جمعه .
فعند ذلك أرسل أخاه أنص إلى دوشي خان بن جنكزخان - وكان أوكدى ، وهو الملك يومئذ بكرسي جنكزخان ، قد ندبه إلى البلاد الشمالية - مستصرخاً به ، وشكا إليه ما حل بقومه من قبيلة دروت القبجاقية ، وأعلمه أنه إن قصدهم لم يجد دونهم من يمانع . فسار إليهم في عساكر ، وأوقع بهم ، وأتى على أكثرهم قتلاً وأسرا وسبيا . فاشتراهم عند ذلك التجار ، ونقلوهم إلى البلاد والأمصار .
وأما أول من استكثر منهم وتغالى فيهم ، وقدمهم على العساكر ، فهو الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل .
وقد ذكرنا في أخبار الدولة الكاملية - في سنة سبع وعشرين وستمائة - أن الملك الكامل اتصل به أن ابنه الملك الصالح ابتاع ألف مملوك ، وأنه توثب على الملك ، فنقم عليه وأخرجه من الديار المصرية .
فلما أفضت السلطنة إليه ، استكثر منهم ، وأمرهم وقدمهم على العساكر . فكانوا في خدمته ، إلى أن مات . وملك بعده ابنه الملك المعظم تورانشاه ، فعاملهم بما يكرهونه . وبذل لسانه فيهم ، وتواعدهم ، فحملهم ذلك على قتله ، وطلب الملك لأنفسهم . وكان ما ذكرناه من إقامة شجر الدر ، وخلعها .
فنذكر ملوك دولة الترك : أول من ملك من ملوك هذه الدولة :

الصفحة 269