كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 270 """"""
السلطان الملك المعز عز الدين أيبك التركماني الصالحي
وليس بتركماني ، وإنما هي نسبة إلى أولاد التركماني ، لأنه كان عند أحدهم ، ثم ملكه الملك الصالح نجم الدين أيوب . وهو تركي الجنس .
ملك الديار المصرية ، في يوم السبت التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر ، سنة ثمان وأربعين وستمائة . وأقام معه في السلطنة الملك الأشرف مظفر الدين موسى ، بن الملك ناصر صلاح الدين يوسف ، بن الملك المسعود صلاح الدين يوسف ، بن الملك الكامل ، وأجلسه على كرسي السلطنة في يوم الأربعاء - ثالث جمادي الأولى ، سنة ثمان وأربعين . وركب وشق المدينة في يوم الخميس - وكان عمره نحو ست سنين . وكانت المناشير والتواقيع والمراسيم تخرج عن الملكين ، وليس للأشرف معه إلا مجرد التسمية ، والأمر للملك المعز . ولم يزل كذلك ، إلى أن قتل الأمير فارس الدين أقطاي في سنة اثنتين وخمسين - على ما نذكره . فاستقل حينئذ بالملك . وكان الملك الأشرف في هذه المدة قد حجب عن الناس ، واسمه قائم دون شخصه .
ذكر الحرب الكائنة بين الملك المعز والملك الناصر صاحب الشام ، وانتصار المعز
وفي سنة ثمان وأربعين وستمائة ، كانت الحرب بين السلطان الملك المعز وبين الملك الناصر - صاحب الشام .
وسبب ذلك أن الملك الناصر ، لما استولى على دمشق في هذه السنة - كما قدمنا في أخباره - أشار عليه أتابكه - شمس الدين لؤلؤ - والأمراء القيمرية ، بقصد الديار المصرية . فسار من دمشق . واتصل خبره بالملك المعز ، فخرج إليه بعساكر الديار