كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 273 """"""
الله بن إسماعيل بن نبهان بن محمد ، الحموي ، المعروف بابن المقنشع - عن القضاء بمصر والوجه القبلى . وأضيف ذلك إلى قاضي القضاة : بدر الدين السنجاري . فاجتمع له الآن قضاء القضاة بالمدينتين ، والوجهين القبلي والبحري ، ولم يجتمعا له قبل ذلك .
وفيها ، قصد الأمير جماز بن شيحة المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - وقبض على أخيه عيسى ، وأقام بالمدينة .
وفيها ، كانت وفاة الشيخ الإمام العالم بهاء الدين علي بن سلامة بن المسلم بن أحمد ، بن علي اللخمي المصري ، المعروف بابن الجميزي .
وكان إماماً فاضلاً ، عالماً بمذهب الإمام الشافعي . وأخذ العلم عن الشيخ شهاب الدين محمد الطوسي ، وعن محمد بن يحيى ، وشرف الدين بن أبي عصرون . وتفقه بالشام ، وقرأ القرآن على جماعة منهم الشاطبي والبطايحي . وسمع الحديث الكثير ، ورواه سمع شهدة ببغداد ، والحافظ السلفي بمصر . وأجيز بالفتيا في سنة خمس وسبعين وخمسمائة وهو سبط الفقيه أبي الفوارس الجميزي .
وكان دمث الأخلاق ، كريم النفس ، قل أن يدخل إليه أحد إلا وأطعمه وكان يخالط الملوك ، ويعظمونه . ولم يزل كذلك إلى أن حج في سنة خمس وأربعين وستمائة . فأهدى له صاحب اليمن هدية بمكة ، فقبلها . فأعرض عنه الملك الصالح نجم الدين أيوب .
وكانت وفاته بمصر في ليلة الخميس ، رابع عشر ذي الحجة . ودفن يوم الخميس بالقرافة ، قريباً من روزبهان . ومولده يوم النحر سنة تسع وخمسين وخمسمائة - رحمه الله تعالى .
وفيها توفي الفقيه الشيخ ، الرياضي ، علم الدين قيصر : بن أبي القاسم بن عبد الغني بن مسافر ، الحنفي المصري ، المعروف بتعاسيف . كان إماماً في علوم الرياضة ، وفي فنون كثيرة .
وكانت وفاته بدمشق ، في يوم الأحد ثالث عشر شهر رجب ، ودفن خارج باب شرفى ، ثم نقل إلى الباب الصغير . ومولده سنة أربع وسبعين وخمسمائة ، بأصفون من