كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 274 """"""
أعمال مدينة قوص ، من الصعيد الأعلى بالديار المصرية . وأصفون بلدة مشهورة هناك .
وفيها ، توفي الصاحب الوزير : جمال الدين أبو الحسين يحيى ، بن عيسى بن إبراهيم بن الحسين بن علي بن حمزة بن إبراهيم ، بن الحسين - بن مطروح .
من أهل صعيد مصر ، ونشأ هناك وأقام بمدينة قوص مدة وتنقلت به الأحوال في الخدم والولايات . ثم اتصل بخدمة السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب ، في نيابته عن أبيه السلطان الملك الكامل بالديار المصرية . وانتقل في خدمته عند توجهه إلى بلاد الشرق ، في سنة تسع وعشرين وستمائة . ولم يزل هناك إلى أن ملك الملك الصالح الديار المصرية ، فوصل إلى خدمته ، في أوائل سنة تسع وثلاثين وستمائة . فرتبه ناظر الخزانة .
ثم نقله إلى دمشق ، لما ملكها ثانياً ، من عمه الملك الصالح إسماعيل ، وجعله وزيراً وأميراً . واستمر إلى أن وصل السلطان الملك الصالح إلى دمشق في شعبان سنة ست وأربعين وستمائة ، فعزله عن الوزارة وسيره مع العسكر لحصار حمص . ثم عاد في خدمة السلطان إلى الديار المصرية ، وأقام معه بالمنصورة - وقد تغير عليه لأسباب اتصلت به عنه - ومع ذلك فلم يزل يلازم الخدمة ، إلى أن مات السلطان الملك الصالح بالمنصورة . فجاء إلى مصر ، وأقام بداره إلى أن مات .
وكان حسن الأخلاق . وله ديوان شعر . وكانت وفاته بمصر في ليلة الأربعاء ، مستهل شعبان ، سنة تسع وأربعين وستمائة . ودفن بسفح المقطم . ومولده بمدينة سيوط من صعيد مصر ، في يوم الإثنين ثامن شهر رجب ، سنة اثنتين وتسعون وخمسمائة - رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة خمسين وستمائة
:
والاختلاف بين الملكين : الناصر - صاحب دمشق والشام - والمعز صاحب الديار المصرية - على حاله ، والعساكر من الطائفتين مجردة ، كل طائفة معتدة للأخرى . ولم يكن فيها من الأخبار ما نذكره .

الصفحة 274