كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 275 """"""
واستهلت سنة إحدى وخمسين وستمائة ذكر الصلح بين الملكين : المعز والناصر
قال : ولم تزل الفتنة بين الملكين : المعز والناصر قائمة ، إلى أن وصل الشيخ نجم الدين البادرائي رسول الخليفة ، فسعى في الصلح بينهما .
فوقع الاتفاق : على أن يأخذ الملك المعز من الملك الناصر القدس وغزة ، وجميع البلاد الساحلية - إلى حدود نابلس . واستحلف الشيخ نجم الدين الملكين على ذلك . فتم الصلح بينهما وانتظم .
وأفرج الملك المعز عن الملك المعظم صلاح الدين يوسف بن أيوب ، والملك الأشرف صاحب حمص ، وأولاد الملك الصالح عماد الدين إسماعيل ، وغيرهم . من الأمراء الذين كانوا قد أسروا في المصاف ، الكائن في سنة ثمان وأربعين وستمائة ، وذلك في المحرم من هذه السنة .
وفي هذه السنة ، لثلاث خلون من شعبان ، قتل أبو سعد : الحسن بن علي بن قتادة - صاحب مكة - شرفها الله تعالى .
واستهلت سنة اثنتين وخمسين وستمائة ذكر خبر عريان الصعيد ، وتوجه الأمير فارس الدين أقطاي إليهم وإبادتهم
كان من خبر العربان بالصعيد ، أنه لما اشتغل الملك الصالح نجم الدين أيوب وعساكره بقتال الفرنج بالمنصورة ، وحصل ما قدمنا ذكره : من وفاته ، ومقتل ولده الملك المعظم ، واشتغال الملك المعز بحرب الملك الناصر ، وتجريد الجيوش إلى جهتة ، وعدم الالتفات إلى غير ذلك - تمكن العربان بهذه الأسباب من البلاد ، وكثر شرهم ، وزاد طغيانهم وبغيهم . وحصل لأهل البلاد منهم ، من أنواع الأذى ونهب الأموال والتعرض إلى الحريم ، وأمثال ذلك ، ما لا حصل من الفرنج أكثر منه .
واجتمعوا على الشريف حصن الدين بن ثعلب الجعفري وأطاعوه ظاهرا ،

الصفحة 275