كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 28 """"""
الكامل في النياحة عليه وندبه ، فأذن لهم . فبرز النساء حاسرات ، والرجال في ثياب الصوف والشعر ، وأخذوا في ندبه والبكاء عليه . واشتهر من كان مستتراً من الإسماعيلية . فلما اجتمعوا وكملوا ، أرسل الملك الكامل جماعة من عسكره ، فنهبوا ذلك الجمع ، وقبض على المعروفين منهم ، وملأ بهم الحبوس ، واستصفى أموال ذوي اليسار منهم ، وهرب جماعة آخرون . وزال أمر الإسماعيلية من الديار المصرية . ولم يتجاهر بعد ذلك أحدٌ بمذهبهم .
واستهلت سنة خمسة وستمائة
: في هذه السنة في يوم الجمعة ، خامس شهر رمضان ، ولى قاضي القضاة عماد الدين عبد الرحمن ، بن عبد العلي ، بن علي ، السكري - القضاء بالديار المصرية .
وذلك أن الملك العادل كان قد خرج إلى الشام في شعبان ، فلما وصل إلى العباسة ، بلغه وفاة قاضي القضاة : صدر الدين عبد الملك بن درباس . وكانت وفاته في ليلة الأربعاء ، الخامس من شهر رجب ، من هذه السنة . ومولده في أواخر سنة ست عشرة ، أو أوائل سنة سبع عشرة وخمسمائة . ودفن بالقرافة رحمه الله تعالى .
ولما اتصلت وفاته بالسلطان ، استدعى الفقيه عماد الدين ، فسار إلى العباسة . فولاه الحكم ، وعاد إلى القاهرة . فدخلها في يوم الاثنين ، ثامن الشهر . ولما وصل إلى مسجد التبن ، دخل إليه - ومسجد التبن بظاهر القاهرة - ولبس الطرحة وألقى الطيلسان . وكانت العادة جارية أن لا يتطرح إلا من علم فضله واشتهر .
وفيها كانت وفاة الملك الأمجد : مجد الدين حسن ، بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد ، بالقدس - وهو شقيق الملك المعظم والملك العزيز - رحمهم الله تعالى .
واستهلت سنة ست وستمائة
: في هذه السنة - وقيل في سنة سبع - نزلت الكرج على خلاط ، وبها الملك

الصفحة 28