كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 281 """"""
وقد أتى بلوز أخضر وعسل ، فجعل يفرك اللوز على العسل - فنظر الملك المغيث إلى النتوء الذي في يده ، فقال : ما هذا يا ركن ؟ قال : هذه خرزة الملك فتغير وجه الملك المغبث وعلم جرأته وقصد قتله ثم تركه . أخبرني بذلك المولى شرف الدين أبو الروح ، عيسى بن الملك المغيث ، عمن حضر هذه الواقعة وسمع ذلك من لفظهما .
قال المؤرخ : ولما بلغ الملك الناصر عود البحرية إلى خدمة الملك المغيث ، كتب إليه يطب منه تسلميهم ، ويهدده إن لم يفعل . فدافع عنهم . فسار الملك الناصر بنفسه ، ونزل ببركة زيزا ، وعزم منازلة الكرك - إن أصر الملك المغيث على الامتناع من تسليمهم إليه . وكان الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري قد تخيل من الملك المغيث ، للحكاية التي قدمناها . فأرسل إلى السلطان الملك الناصر الأمير بهاء الدين أمير أخور ليلا ، يطلب منه الإذن في حضوره إلى خدمته ، ومفارقة الملك المغيث ، وأن يستحلفه له ولجماعة معه أن لا يغدر بهم ، وأن يكون السفير في ذلك الأمير عماد الدين بن المجير . فأجاب الملك الناصر إلى ذلك . فبعث إليه الأمير ركن الدين الشيخ يحيى ، برسالة ، مضمونها : أن يحلف له ولعشرين من أصحابه ، وأن يقطعه خبز مائة فارس ، وشرط أن تكون قصبة نابلس وجينين وزرعين مما يقطعه له . فأجاب إلى نابلس لا غير ، وحلف له .
فقدم الأمير ركن الدين إلى الملك الناصر ، في العشر الأول من شهر رجب - وصحبته الجماعة الذين حلف لهم ، وهم : الأمير بدر الدين بيسري الشمسي ، والأمير سيف الدين أتامش المسعودي ، والأمير علاء الدين طيبرس الوزيري ، وجمال الدين أقش الرومي ، وسيف الدين بلبان الداودار ، وعلاء الدين كشتغدى الشمسي ، وحسام الدين لاجين الدوادار ، المعروف بالدرفيل ، وعلاء الدين أيدغمش الحكيمي ، وعلاء الدين كستغدي المشرفي ، وعن الدين أيبك الشيخوركن الدين بيبرس خاص ترك