كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 282 """"""
الصغير وعز وشيف الدين بلبان المهراني ، وعلم الدين سنجر الأسعدي ، وعلم الدين سنجر الهمامي ، وشمس الدين أباز الناصري ، وشمس الدين طمان ، وعز الدين أيبك العلائي ، وحسام الدين لاجين الشقيري ، وسيف الدين بلبان الأقسيسي ، وعلم الدين سلطان الألدكزي - فأكرمهم الملك الناصر ، ووفى لهم ، وخلع عليهم وأحسن إليهم ، وأقطعهم .
ثم أمسك الملك المغيث من بقي عنده من البحرية ، وسيرهم إلى الملك الناصر ، وهم : الأمير سيف الدين سنقر الأشقر ، والأمير سيف الدين سكز ، والأمير سيف الدين برامق - فأرسلهم الملك الناصر إلى قلعة حلب ، واعتقلهم بها . حتى استولى هولاكو على حلب ، فأفرح عنهم وأضافهم إلى عسكره .
وبقي الأمير ركن الدين البندقداري ، والأمير سيف الدين قلاوون ، وغيرهما ، ممن لم يمسك من خوشداشيتهما ، في خدمة الملك الناصر ، إلى أثناء سنة ثمان وخمسين وستمائة . ففارقوه ، لما ملك التتار حلب ، وعلموا عجزه عن ملاقاتهم ، ففارقوه وتوجهوا إلى غزة .
وكان للبحرية في بعض هذه المدة أحوال يطول شرحها ، حتى أعوزهم القوت في بعض الأوقات . ثم اجتمعوا بعد مفارقة الملك الناصر ، وتوجهوا إلى خدمة الملك المظفر سيف الدين قطز ، وشهدوا معه حرب التتار - على ما نذكره ، إن شاء الله تعالى ، في موضعه .
فلنرجع إلى سياقة أخبار الملك المعز .
واستهلت سنة ثلاث وخمسين وستمائة ذكر مخالفة الأمير عز الدين أيبك الأفرم وخروجه عن الطاعة ، وتجريد العسكر إليه وإلى من وافقه ، وانتقاض أمره
كان الأمير عز الدين أيبك الأفرم الصالحي أقام في البلاد ، بعد أن هزم الأمير فارس الدين أقطاي الصالحي العرب - كما تقدم - وتأخر هو لتمهيد البلاد .
فلما قتل الأمير فارس الدين أقطاي ، تظاهر بالعصيان ، واستولى على الأعمال القوصية - بموافقة متوليها الأمير ركن الدين الصيرمي . واستولى أيضاً على الأعمال الإخميمية والأسيوطية ، وقطع الحمول عن بيت المال بقلعة الجبل من هذه الأعمال ، واقتطع الأموال لنفسه . ووافقه الشريف حصن الدين بن ثعلب .
فندب السلطان العساكر لذلك ، وقدم عليها الصاحب شرف الدين هبة الله بن صاعد الفائزي . فتوجه إلى جهة الصعيد ، وظفر بالشريف حصن الدين بن ثعلب .

الصفحة 282