كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 283 """"""
فأحضره إلى السلطان ، فاعتقله بقلعة الجبل ، ثم نقله إلى ثغر الإسكندرية ، واعتقله هناك . فلم يزل في الاعتقال ، إلى أن شنقه السلطان الملك الظاهر ركن الدين - على ما نذكره .
وأما الأمير عز الدين الأفرم ، فإنه وأما الأمير ركن الدين الصيرمي - متولي الأعمال القوصية - فإنه كان قد ظن أنه يستبد بالأمر ، ويستولي على البلاد ويستمر له ذلك ، وتخيل ذلك بذهنه . فلما انتقض عيه هذا الأمر ، تحيل في الهرب ، وتوجه إلى دمشق . والتحق بخدمة السلطان الملك الناصر . وكان وصوله إلى دمشق في جمادي الآخرة ، سنة أربع وخمسين وستمائة - بعد أن نهبت أمواله ، وقتلت رجاله . ولما وصل ، أنزل بالمدرسة العزيزية على الشرف الأعلى ، فقال للفقهاء : اعذروني ، فأنتم اخلوا لي الجوسق الذي على الميدان ، وما انتقل إليه إلا بطالع . وأحضر المنجم ، وأخذ له الطالع ، وانتقل إلى الجوسق . فاستقل الناس عقله . فإنه وصل من النهب والهرب ، والشتات وقتل الرجال ، وهو يتمسك بالطوالع وأقوال المنجمين .
واستهلت سنة أربع وخمسين وستمائة ذكر تفويض قضاء القضاة بالديار المصرية للقاضي تاج الدين عبد الوهاب ابن القاضي الأعز خلف
في هذه السنة ، فوض السلطان - الملك المعز - قضاء القضاة بمصر والوجه القبلي ، لقاضي القضاة : تاج الدين عبد الوهاب ، بن القاضي الأعز خلف ، بن محمود بن بدر العلامي - وهو المعروف بابن بنت الأعز . وكتب له تقليد شريف معزى ، تاريخه