كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 285 """"""
المجلس السامي القاضي الأجل ، الإمام الصدر ، الفقيه الكبير العالم العامل الفاضل ، الأعز المرتضى ، الورع الكامل المجتبي ، الأشرف السعيد ، تاج الدين جلال الإسلام ، مفتي الأنام ، شمس الشريعة ، صدر العلماء ، قاضي القضاة ، سيد الحكام ، خالصة أمير المؤمنين : عبد الوهاب بن القاضي الأجل ، الفقيه العالم الأعز ، أبي القاسم خلف - أدام الله تأييده وتمكينه ، ورفعته وتمهيده ، وقرن بالنجح قصوده - طلبتنا المنشودة ، وإرادتنا المقصودة . لما جمع الله فيه من الخلال الفاخرة ، والديانة الجامعة لخير الدنيا والآخرة ، والعلم الذي أمسى به للهداة علما ، وعلى أئمة وقته مقدما . وأصبح كل مانع إليه مسلماً . وراح بقداح الفضائل فائزاً ، ولكنوز العلوم الشريفة حائزا . فهو فقيه مصره ، لا ، بل فقيه عصره . وبكار زمانه علما وورعا ، وسوار وقته تقمصاً بالتقوى وتدرعا . قدمنا خيرة الله تعالى ، ووليناه قضاء القضاة وحكم الحكام ، بمصر المحروسة ، وجميع الوجه القبلي : من البرين الشرقي والغربي ، إلى منتهى ثغر عيذاب ، وما يجاوره - من حدود مملكتنا ، وبلاد دعوتنا ، وجميع ما في هذه الولاية من المدارس وأوقافها ، وكل ما كان في نظر القاضي الفقيه شرف الدين بن عين الدولة - رحمه الله - من ذلك ، وما استجد بعده ، واستقر في نظر الحكام . وفوضنا إليه ذلك التفويض التام . وبسطنا يده في الولاية والعزل . وحكمناه في العقد والحل . فليستخر الله في تقلد ما قلدناه ، وقبول ما فوضناه إليه ورددناه . وليحكم بين الناس بما أراد الله . فإن قبول ذلك يجب عليه وجوبا ، لما يتحقق أن الله يجريه في أحكامه ، ويقدره في أيامه ، من حياطة الدين ومصالح المسلمين .
وإذا احتاج الحكام وولاة الأمور إلى وصايا يطال فيها ويطنب ، ويبالغ في توكيدها ويسهب - وجدناه غنياً عن ذلك ، بما سناه الله له ويسره ، وخلقه من كماله وقدره . ومثله لا يوصى ، ولا يستوعب له القول ولا يستقصى . والله تعالى يرقيه إلى درجات الكرامة ،