كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)
"""""" صفحة رقم 288 """"""
فليحكم بما فوضناه إليه ، وبسطنا فيه يديه : من الجرح والتعديل ، والإقرار والتبديل . والله يوفقه فيما تولاه قائلا وفاعلا ، ويرشده لمراضيه مسئولا وسائلا ، ويجعل الصلاح للكافة به شاملاً . ويقرن التقوى بلسانه وقلبه ، ويلبسه من السعادة ملبساً لا تتخطى الخطوب إلى سلبه . ويجعله داعياً إلى الله على بصيرة من ربه . إن شاء الله عز وجل .
كتب لثمان بقين من شهر رمضان المعظم ، من سنة أربع وخمسين وستمائة . بالإشارة العالية الصاحبية ، الوزيرية المولوية الشرفية ، ضاعف الله علاها . الحمد لله رب العالمين . وصلى الله علي سيدنا محمد نبيه وآله ، وسلم . حسبنا الله ونعم الوكيل .
وكتب الوزير الصاحب شرف الدين الفائزي - على كل من هذين التقليدين ، تحت خط السلطان في بيت العلامة ، ما مثاله : تمثيل الأمر العالي - أعلاه الله وشرفه .
وقد نقلت ذلك من التقليدين ، كما شاهدته . ولم يتعرض الموقع فيهما إلى ذكر جامكية ولا جراية . والله أعلم .
ولم تطل مدة هذه الولاية . فإنه صرف في السنة التي تليها ، سنة خمس وخمسين - في ثالث شهر ربيع الأول ، وقيل بعد ذلك بقليل ، والله أعلم .
ذكر ما حدث بالمدينة النبوية - على صاحبها أفضل الصلاة والسلام - من الزلزال والنار التي ظهرت بظاهرها
وفي سنة أربع وخمسين وستمائة ، وردت كتب من المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - بخبر هذه الحادثة . من جملتها ، كتاب القاضي شمس الدين سنان ، بن عبد الوهاب بن نميلة الحسيني - قاضي المدينة - وإلى بعض أصحابه بدمشق ، مضمونه : لما كانت ليلة الأربعاء . ثالث جمادى الآخرة - حدث بالمدينة في الثلث الأخير من الليل ، زلزلة عظيمة ، أشفقنا منها ، ودامت بقية تلك الليلة . تزلزل كل يوم وليلة قدر