كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 29)

"""""" صفحة رقم 29 """"""
الأوحد ، بن الملك العادل . وملك الكرج اسمه إيراني .
واتفق في أمر هذا الحصار واقعة غريبة ، ذكرها الشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم الجزري في تاريخه : حوادث الزمان عمن حكى لوالده ، قال : كنت في خلاط ، وقد أشرف الكرج على فتحها ، ولم يبق إلا دخولهم إليها . فبلغ الملك الأوحد أن منجم ايراني قد حكم لصاحبه أنه متى زحف يوم السبت أول النهار ، دخل خلاط ، وجلس على تحت الملك ، ولا يبيت ليلة الأحد إلا في قلعته . فأحضر الملك الأوحد منجمه ، وذكر له ما بلغه ، فقال له : لا تخف ، فإن خلاط لا تخرج عن ملكك ، وأنت مستظهر على الكرج .
واتفق أن إيراني شرب الخمر ، وركب في جيوشه وقصد باب أرجيش ، وحمل ليدخل البلد قبل أخيه ، فكبا به فرسه في حفيرة ، فسقط إلى الأرض . واتفق خروج جماعة من القيمرية من ذلك الباب ، ليدفعوا الكرج من البلد ، فرأوا إراني قد سقط ، فحملوا على أصحابه وكشفوهم عنه ، وأسروه . ودخلوا باب المدينة ، وقد تجهز الملك الأوحد للهزيمة ، فجلس في القلعة أمام تخت المملكة على كرسي . وكان بقلعة خلاط تخت عظيم ، لا يجلس عليه الملك إلا في يوم ملكه ، ثم لا يعود يجلس عليه . فلما أحضر ملك الكرج إليه ، تلقاه وأكرمه ، وأجلسه على تخت الملك وجلس بين يديه على كرسي ، وقال له : البلاد لك . فكتب إيراني إلى أخيه ، وإلى الكرج ، بالانصراف عن البلد ، فرحلوا .
وتحالف الملك الأوحد وملك الكرج على الموافقة والمعاضدة . وتزوج الملك الأوحد ابنة إيراني ، وجهزه إلى مدينته تفليس ، بعد أن استأذن والده على ذلك ، فأذن له . ويقال كان إطلاقه في ثاني عشر جمادى الأولى ، سنة سبع وستمائة . والله أعلم . وزفت

الصفحة 29